في مقال جديد نشرته صحيفة “معاريف”، يقول “نبي الغضب” الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط الذي سبق وتوقع “طوفان الأقصى” يتسحاق بريك: “نحن اليوم بِتنا قريبين من طريق لا رجوع عنها؛ فالضربة القوية التي يمكن أن توجهها إلينا إيران رداً على قرار زعامتنا التي فقدت عقلها وقررت مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق وتعريض وجود الدولة للخطر، كلها أمور تزيد من المخاوف من نشوب حرب إقليمية عاجلاً أم آجلاً لسنا مستعدين لها مطلقاً”.
ويرى بريك أنه إذا هاجم الإيرانيون إسرائيل بالمسيّرات والصواريخ البحرية، وفق تقديرات الأمريكيين، أو قاموا بعملية أُخرى، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية متعددة الساحات، لا يرغب الإيرانيون بها؛ إذ ليس من مصلحة الإيرانيين الآن نشوب حرب بيننا وَهُم يتقدمون في تطوير القنبلة النووية والسلاح التقليدي بمساعدة الروس والصينيين من دون إزعاج، واندلاع حرب إقليمية الآن يمكن أن يعرقل عملية تعاظُم دور إيران النووي.
وطبقاً لتقديرات بريك، فإنه عن طريق الفرصة التي أُعطيت للإيرانيين بسبب حماقة زعامة إسرائيل بالرد بمهاجمة هدف فيها، يجب الفهم أنه بعد هجوم كهذا، ستتغير القواعد في الشرق الأوسط كثيراً بصورة ليست في مصلحة إسرائيل.
ويمضي في التحذير من السيناريو المحتمل: “في اللحظة التي تحدث فيها الضربة الأولى، والتي ستكون غير مسبوقة، لن يكون في الإمكان السيطرة بعد ذلك، وستكون هناك مرة ثانية وثالثة للإيرانيين، وجميع الحواجز ستنهار، وحتى مع عدم وجود نيّة لدى إيران وإسرائيل للدخول في حرب إقليمية.
ويوصي بريك وزيرَ الأمن ورئيسَ الحكومة بالتوقف عن الإدلاء بتصريحات أغلبها ليس ذا صدقية. ونظراً إلى التوقعات الكبيرة لدى الشعب، فإن خيبة الأمل ستكون عظيمة، وإذا لم تكن لدى غالانت ونتانياهو الشجاعة لقول الحقيقة للشعب، فمن الأفضل ألا نسمع صوتهما في هذه الأوقات الصعبة.
ويتابع: “نظراً إلى الطريقة غير العقلانية التي يتصرف بها نتانياهو وغالانت وهليفي، فإنهم فقدوا تماماً السيطرة على الوضع، والعجيب أن الجميع صامت، باستثناء صوتي، الذي هو صوت وحيد، ولا يمثّل أصوات 10 ملايين مواطن. هؤلاء الثلاثة ومساعدوهم يتّخذون القرارات من دون التفكير في “العواقب الكارثية” التي ستنتج عنها، والجمهور يسير وراء هذه المجموعة التي ضلّت طريقها”.