سلام يردّ بعنف على منتقديه.. وولادة الحكومة هذا الأسبوع

خلافا للتوقعات بإعلانه مساء امس التشكيلة الحكومية المرتقبة، خرج الرئيس المكلف نواف سلام  بعد لقاء استغرق 50 دقيقة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا ليؤكد انه “يعمل على تشكيل حكومة إصلاح، ولن أسمح أن تحمل في داخلها إمكان تعطيل عملها بأي شكل من الأشكال”. اضاف: “اقول للبنانيين إنّني أسمعكم جيّداً وتطلّعاتكم هي بوصلتي وأطمئنكم أنّني أعمل على تأليف حكومة تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها وملتزمة مبدأ التضامن الوزاري”.

وتابع: “المعايير التي أتبعها ضمانٌ إضافي لاستقلالية عمل الحكومة ونزاهة الانتخابات المقبلة وحيادتها وأدرك تماماً أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية وبلا أحزاب لا تستقيم الحياة السياسية في أيّ بلد ولكنّني في هذه المرحلة الدقيقة اخترتُ تغليب العمل الحكومي على التجاذبات السياسية”.

واكد سلام: “عملتُ بتأنٍّ وصبر وأواجه حسابات يصعب على البعض التخلّي عنها أو يتقبّل أسلوباً جديداً في مواجهتها”.

وقال سلام: “أواجه حملات عدّة ولكن أؤكّد أنّني رغم كلّ ما قيل ويُقال مستعدّ للدفع من رصيدي الشخصي من أجل أن نصل معاً إلى حكومة تضع لبنان على طريق الإصلاح وإعادة بناء الدولة وهذا همّي الأول والأخير”.

واضاف: “خياراتي هي تعبير عن وفائي للثقة التي أوصلتني إلى المسؤولية الملقاة على عاتقي ولن أفرّط بها”.

رئاسة الجمهورية

وأعلنت رئاسة الجمهورية، أنّ “الرئيس جوزاف عون عرض مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في قصر بعبدا، نتائج آخر المشاورات والاتصالات التي يجريها لتذليل العقبات التي تعترض تأليف الحكومة العتيدة”.

تفاؤل؟

وكانت الاجواء نهارا تحدثت عن تفاؤل تأليف الحكومة الاولى في العهد الجديد، نتيجة جرعة انعاش استثنائي في المشاورات التي يجريها سلام وفي الاتصالات السياسية الثنائية بينه وبين القوى السياسية، لا سيما الفريق المسيحي، ما اوحى بإمكان احراز تقدم سريع نحو الولادة الحكومية في غضون ايام وربما ساعات في ما لو توافق الرئيسان جوزاف عون وسلام على مسودة التشكيلة التي سيحملها رئيس الحكومة المكلف الى بعبدا. هذا التقدم يعود في شكل اساس الى تذليل عقدة تمثيل القوات اللبنانية وتقديم اجابات شافية على الهواجس التي طرحتها.

متابعة خارجية

وكتبت تيريز قسيس صعب من قصر بعبدا:

بدأت ملامح ولادة الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزف عون تقترب أكثر فاكثر خلال الساعات المقبلة، خصوصا وان الاتصالات الداخلية والتي قادها الرئيس المكلف نواف سلام والتي تسلح بها، وسط مطالبات دولية داعية الى الإسراع  في اعلان الحكومة وعدم تفويت لبنان فرصة دعم العهد ومساندته.

وفي هذا الإطار كشف مرجع خارجي متابع لعملية الاتصالات أن لا نية لسلام في تقديم اي استقالة او التنحي عن اعلان تشكيلته، فهو منذ الأساس عندما تولى هذا المنصب مدرك جدا ان طريق التأليف لن تكون معبدة وان مطبات عدة قد تعترض تشكيلته الحكومية، في الشكل وفي المضمون.

وأكد المرجع اعلاه ان سلام على تنسيق دائم مع الرئيس جوزف عون، وان الرجلان يسعيان الى تدوير الزوايا، وتفكيك عقد التوزير توازيا مع المصلحة الوطنية العليا وخطاب القسم. الا ان المصدر الذي لم يشأ كشف اسمه قال أصبحت التشكيلة في مراحلها الاخيرة، وباتت عقدة مشاركة القوات فيها وإعطاء الثقة محلولة بعدما تأكد أن المطالبة بوزارة سيادية أصبحت من حسابهم، فبات التمثيل القواتي يتمثل ب4 وزارات، الخارجية، الصناعة، الاتصالات والطاقة.

الرئيس سلام الذي زار القصر الرئاسي امس تشاور وعون في آخر الاتصالات التي جرت لتذليل العقبات، وأكدت مراجعه ان ولادة التشكيلة الحكومية باتت على قاب قوسين من إعلانها، وذلك بعد الغربلة النهائية للأسماء والحقائب.

وقف النار في القصر

 امنيا، عرض رئيس الجمهورية الأوضاع في الجنوب خلال استقباله قبل الظهر ، السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان في حضور الملحق العسكري الفرنسي في بيروت الكولونيل برونو كونستانتان. وخلال اللقاء، طلب الرئيس عون من السفير ماغرو دعم بلاده لموقف لبنان الداعي الى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، والضغط عليها لوقف انتهاكاتها لاتفاق 27 تشرين الثاني 2024 لا سيما لجهة استمرارها في تدمير المباني ودور العبادة في القرى الجنوبية الموازية للحدود. كما طلب من الجانب الفرنسي الضغط لتنفيذ الاتفاق باطلاق الاسرى اللبنانيين ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري.

خروقات

 في الميدان، وعشية وصول وفد اميركي يضم المبعوثة الرئاسية مورغان اورتاغوس الى بيروت، بقي الجيش الإسرائيلي بجنوده ودباباته، متمركزاً خلف الساتر الترابي الذي استحدثه منذ اسبوع في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل، في حين تنتشر عناصر من الجيش اللبناني على بعد عشرات الأمتار من الجهة الغربية. وأحرق الجيش الاسرائيلي عددا من المنازل في بلدة رب ثلاثين قضاء مرجعيون. وصدر عن بلدية راميا الحدودية  البيان التالي: “تم ابلاغنا اليوم بتاريخ ٥/٢/٢٠٢٥ من قبل مخابرات الجيش انه سوف يتم تثبيت نقطتين داخل البلدة، وسيجري العمل على فتح بعض الطرقات الفرعية في البلدة. وبعد غد ان شاء الله سوف تقوم فرق الهندسة التابعة للجيش بالعمل على مسح و الكشف عن مخلفات العدوان الاسرائيلي في البلدة”.

قاسم وخامنئي

 الى ذلك، علنت وكالة “تسنيم” أن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي عيّن أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم ممثّلا له في لبنان. وأعلن “حزب الله” انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عامّاً خلفاً للسيد حسن نصرالله الذي اغتيل في ضربة على الضاحية الجنوبيّة لبيروت.