كتب عوني الكعكي:
السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة أميركا في الأمم المتحدة تحذر إسرائيل من دخول مدينة رفح، وكما يُقال «شهد شاهد من أهله».
نحن نعلم أنّ الصهيونية العالمية واليهود هم الذين يسيطرون على المال وعلى الإعلام في أميركا، وبالتالي فإنهم يسيطرون على القرار، بكل صراحة المال الصهيوني واليهود هم الذين يحكمون أميركا.
وأكبر دليل على ذلك نلاحظ في الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في تشرين المقبل محاولة كسب ود إسرائيل، وإلى ذلك الوقت نرى مباراة بين المرشحين. والأهم هو مَنْ من المرشحين أكثر يهودية.
وطالما نتحدث عن العلاقات بين أميركا وإسرائيل لا بد من إعطاء هذه الملاحظة وهي: انه وبالرغم من الخلاف السياسي بين الرئيس جو بايدن وبنيامين نتانياهو قام الأخير بإرسال أكبر صفقة أسلحة لإسرائيل قيمتها 18.5 مليار دولار وفيها أهم وأحدث طائرات F.35. السؤال: إذا كان الوضع سيّئاً، فكيف لو كانت العلاقات جيدة؟
هذا ما قالته سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد:
إنّ مشروع قرار قدّمته الجزائر لمجلس الأمن يطالب بهدنة في غزّة قد يعرّض للخطر «مفاوضات حسّاسة» تستهدف التوسّط في وقف القتال في غزّة.
إلى ذلك، يواصل آلاف الفلسطينيين الفرار سيراً أو على عربات، خوفاً من القتال بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزّة، رغم مؤشرات «أولى» تشير الى إمكانية التوصّل لهدنة جديدة وإطلاق سراح رهائن بعد نحو أربعة أشهر من الحرب.
هذا وأشارت منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة الى ان تقديراتها تفيد بأنّ 17 ألف طفل فلسطيني في غزّة بدون ذويهم، أو انفصلوا عن عائلاتهم، فيما تقترب الحرب في القطاع من إكمال شهرها الرابع. فيما تتسارع الجهود الديبلوماسية للتوصّل الى وقف لإطلاق النار، ويسعى المفاوضون الى تحقيق هدنة طويلة نسبياً مقارنة مع الهدنتين السابقتين.
وكشفت آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة المحلية التابعة لـ»حماس» عن مقتل ما يزيد على 27 ألف شخص في غزّة ومنذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
هذا ويزداد الوضع الانساني تدهوراً في القطاع المحاصر، لا سيما في ظل الأحوال الجوّية والأمطار التي تسببت بسيول أغرقت فيها خيم النازحين خصوصاً في جنوب القطاع، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية، ويحتدم القتال حالياً في محيط مستشفى ناصر والأمل، اللذين يكتظان بالجرحى والنازحين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر في بيان: الى ان القصف وإطلاق النار يتواصلان في محيط مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس.
ووفق الجمعية، فإنّ قناصة إسرائيليين أطلقوا النار على أحد مباني المستشفى التي يحتمي فيها آلاف النازحين.
إلى ذلك، أكدت ليندا توماس غرينفيلد في رسالة لها في الأمم المتحدة ان الولايات المتحدة وإسرائيل حثتا على اتخاذ كافة التدابير الممكنة لتجنّب وقوع ضحايا مدنيين. ونحن نعرف ان حركة حماس تواصل استعمال المدنيين كدروع بشرية عن قصد.
إننا في الولايات المتحدة لا نزال نشعر بالقلق الشديد إزاء احتمال اتساع رقعة هذا الصراع، كما نشعر بقلق أيضاً إزاء ارتفاع أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الاسرائيليون المتطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
أضافت المندوبة الأميركية:
في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لاجتياح رفح في جنوب قطاع غزّة، فأنا أعتقد أنّ هناك خطراً كبيراً سيلحق بالمدنيين هناك. لذا فأنا أحذّر من عواقب هذا العمل. إنّ هناك حوالى المليون ونصف المليون من المدنيين الفلسطينيين يتجمعون في رفح، وقد اجتمعوا فيها هرباً من الحرب الدائرة في أنحاء أخرى من القطاع.
وتابعت: السبت الماضي أعلنت إسرائيل انها عثرت على نفق تحت مبنى للأمم المتحدة. المسؤول الأممي لـ»الاونروا» فيليب لازاراني المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين – الأونروا- أفاد انه كان يجهل تماماً ان هناك نفقاً تحت المبنى، وأكد ان «الأونروا» لا تعرف شيئاً عن هذا الأمر ولا تثق بأي معلومات إسرائيلية.
إشارة الى انه أعلن وقف المساعدات عن «الأونروا»، رداً على ما قام به بعض موظفي «الأونروا» وعددهم 12 موظفاً بالتعاون مع «حماس» في هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وختمت المندوبة الأميركية:
باختصار، ان عملية عسكرية إسرائيلية على رفح خطرة جداً ويجب ألا تحدث، لأنها ستتسبب بمجزرة من الضحايا المدنيين الأبرياء. وإسرائيل عليها المحافظة على أرواح المدنيين الآن. ولقد أشار وزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن الى هذا الموضوع محذّراً من استهداف المدنيين أيضاً.
إنّ الولايات المتحدة رغم معرفتها بما حدث مع بعض موظفي «الاونروا»، إلاّ أنها مصرّة على متابعة عملها الانساني، وسنتابع مع حلفائنا الفرنسيين والبريطانيين والألمان دعم «الأونروا» ضمن قدراتنا، ورغم معرفتنا ببعض ما يقوم به عناصر من «الأونروا»، فإننا في الولايات المتحدة سوف نتابع مساعداتنا الانسانية للشعب الفلسطيني.