كتب عوني الكعكي:
كنت أظن أنّ الزعيم الصغير حفيد المرحوم رئيس حزب الكتائب ومؤسّسه الشيخ بيار الجميّل، سيكون من الشبان الواعدين، خصوصاً أنه جاء من بيت سياسي كبير وعريق بدأ بالشيخ بيار وانتقل الى ابنه الثاني الشيخ بشير الذي قُتل غدراً بعد أيام من انتخابه رئيساً للجمهورية في ثكنة الفياضية اثناء احتلال الجيش الاسرائيلي لمدينة بيروت عام 1982 بعد حصار دام 100 يوم.
جاء من بعده الشيخ أمين الابن البكر للشيخ بيار وللأسف كان عهده سيّئاً، إذ يكفي ان العملة اللبنانية انهارت في بداية عهده، وانتهى بتعيين أسوأ ضابط في الجيش اللبناني رئيساً لحكومة انتقالية، الذي يُعْرف باسم الجنرال ميشال عون الذي دمّر لبنان في حروب أوّلها حرب الإلغاء وثانيها حرب التحرير.
أما المصيبة الثالثة، فيوم أعلن أنه سوف يكسّر رأس حافظ الأسد، حيث فرّ الى السفارة الفرنسية، عندما هاجم الجيش السوري قصر بعبدا، فهرب الجنرال بالبيجاما، ودخل الجيش السوري لأوّل مرّة في تاريخ لبنان وزارة الدفاع.
بيار ابن الرئيس أمين الجميّل الذي كان من أطيب وأفهم وأقدر الشباب، والذي كان يتمتع بمواقف وطنية، امتدّت يد الغدر إليه فاغتالته وتركت لنا شقيقه الثاني الشيخ سامي الجميّل.
سبب فتح ملف الشيخ سامي انه أجرى مقابلة تلفزيونية مع الزميل الكبير وليد عبود عُرضت على تلفزيون لبنان حين قال: ان لا فرق بين المناضل الكبير يحيى السنوار وبين السفّاح نتانياهو، فالسنوار غيّر مجرى التاريخ وقَلَب العالم كله، من مؤيّد لإسرائيل الى معترض ومعارض لكل المجازر التي يرتكبها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، وجيشه المتوحش الذي ارتكب جرائم لا تعد ولا تحصى بأوامر من نتانياهو نفسه، ما جعل محكمة العدل الدولية بطلب من جنوب أفريقيا تصدر مذكرة توقيف بحقه وتعتبره من أكبر المجرمين في العالم..
كذلك، نقول للشيخ سامي إنّ نتانياهو قتل في غزّة حتى اليوم أكثر من 37 ألف مواطن فلسطيني معظمهم عُزّل وأبرياء، والأنكى ان %70 منهم أطفال ونساء، كما دمّر %80 من مدينة غزّة، وأزال ودمّر الجامعات ودُوَر العبادة من كنائس ومساجد ومستشفيات، ولم يترك حجراً على حجر.
في المقابل، فإنّ كل الذي فعله القائد يحيى السنوار أنه أراد أن يظهر للعالم مدى الظلم الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني من خلال القهر والحصار والاستبداد.
وبالرغم من مرور أكثر من 30 سنة على “اتفاق أوسلو” الذي وقعه المرحوم الرئيس ياسر عرفات مع إسرائيل، واعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية التي تمثّل %20 من مساحة فلسطين فقط. رغم ذلك ترفض إسرائيل وتمنع قيام دولة فلسطينية.
إنّ الفلسطينيين يعانون الأمرين، خصوصاً انهم داخل سجن اسمه “غزّة”، فهم لا يستطيعون أن يذهبوا الى أي بلد في العالم، ولا يمر يوم واحد إلاّ ويأتي أفراد عصابات الجيش والشرطة الاسرائيلية للتعدّي على أبناء هذا الشعب المظلوم… إذ يكفي أن يكون هناك عشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني في السجون الاسرائيلية من دون محاكمة… نعم منذ سنوات طويلة وهم في السجون يتعرّضون للضرب والتجويع والقهر وغير ذلك من الأعمال الشنيعة من دون محاكمات.
ذنب المناضل يحيى السنوار أنه أوصل رسالة الى العالم يطلب فيها المساعدة على تحرير شعبه.. وأنه يريد وطناً فلسطينياً حرّاً مستقلاً..
فكيف يمكن يا شيخ سامي أن تقول أنّ لا فرق بين نتانياهو المجرم وبين المناضل السنوار الذي يطالب بالحرية لشعبه وإقامة دولة حرّة..؟ وكيف يتساوى المجرم والضحيّة؟
كلا يا شيخ سامي هناك فرق كبير..
أحترم رأيك… بأنك تريد أن تقول إنك لا تحب المناضل يحيى السنوار. ولكن من غير المقبول.. وغير مسموح لمواطن عربي أن يساوي بين الجلاد والضحيّة، خصوصاً أنك تطالب بأن يكون لبنان بلداً حرّاً ومستقلاً يحكمه أهله.