بعد جولة محادثات شملت مختلف القوى السياسية، غادر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت امس، من دون أن تثمر جهوده في إقناع هؤلاء بالتوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية، وفق ما نقل مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة “فرانس برس”. وقال المصدر إنّ لودريان “لم يُحقّق أي خرق يذكر” في الملف الرئاسي، بعد لقائه قوى سياسية رئيسية في لبنان بينها “حزب الله”.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ “كل فريق متشبّث بمواقفه، مّا دفع لودريان الى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أنّ وجود لبنان السياسي نفسه بخطر”، مع استمرار الشرخ في البلاد. وحذّر لودريان خلال لقاءاته في بيروت من “مخاطر إطالة أمد الأزمة” وسط السياق الإقليمي المتوتّر، مشدّداً على “الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير”، وفق المصدر الديبلوماسي.
وجاءت زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت في إطار “التحضير لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى فرنسا في 6 حزيران بمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي، والتي يمكن أن يتطرق خلالها الطرفان إلى الملف اللبناني”.
أسلوب جديد
في المواقف، اعتبر عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني أنه لم يعد هناك وجود لأي مبادرة ويجب الدخول بطرح أو أسلوب جديد لتحريك المياه الراكدة في لبنان. وأكد البعريني في حديث اذاعي أننا لا نزال في معسكرين، وإذا لم يقرّرا التقدم خطوة للالتقاء على طريق إيجابية، إذاً لن يكون هناك أي جديد في موضوع الاستحقاق الرئاسي. وشدد على أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم يذكر موضوع الخيار الثالث ولكنه اعتبر أن المرشحَين غير قادريَن على حصد الأصوات اللازمة للنجاح، فيما هو لم يدخل في تسمية أي مرشح ثالث باعتبار أن الموفد الفرنسي واللجنة الخماسية يقوم دورهما على تقريب وجهات النظر. ورأى البعريني أن الدعوة إلى الحوار وترؤس الرئيس نبيه بري المشاورات في حال تمت الدعوة نقطتان تواجهان صعوبات، قائلًا: طلبنا من اللجنة الخماسية والموفد الفرنسي التعاون معنا في هاتين النقطتين لإيجاد مخرج واستكمال مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”. وقال: “لا توقع إيجابياً من القمّة الفرنسية – الأميركية، والمنطقة على “فوهة بركان” والوضع صعب، لذا لن يحصل انتخاب رئيس في المرحلة المقبلة لأنّه لا نوايا مبطّنة تريد ذلك، على عكس الظاهر”.
لا خيار ثالثا
من جهته، أعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري يتعاطى من ضمن صلاحياته ولا ينتظر أحدًا لمنحه صلاحيات فوق صلاحياته ولا إمكان لإنتاج رئيس للجمهورية من دون حوار”. وأكد في حديث للـ mtv أن “المطلوب آلية للتفاهم وإيجاد مخرج في الملف الرئاسي وكلّ ما يُطرح اليوم يعود بالأساس إلى مُقترح برّي الذي أعلن عنه منذ البداية”. وأشار إلى أنه “خلال اللقاء بين برّي والموفد الفرنسي جان ايف لودريان لم يُطرح الخيار الثالث كما لم يُطرح خيار سحب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة”.
الميدان
وسط هذه الاجواء، سيطر نوع من الهدوء النسبي على الجبهة الجنوبية. في السياق، اعلن حزب الله انه استهدف بعد الظهر “انتشاراً لجنود العدو في محيط موقع عداثر بالقذائف المدفعيّة وأصابه إصابة مباشرة”. في المقابل، شن الطيران الاسرائيلي غارتين على أطراف بلدة حانين. ايضا، سمع عند الساعة الاولى من بعد الظهر في بعلبك صوت انفجارين ناجمين عن خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت.
الحزب ينفي
ليس بعيدا، نفت مصادر في حزب الله ما تداولته بعض وسائل الإعلام، عن مقتل 3 عناصر من المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، في غارةٍ إسرائيلية وسط سوريا. وقالت المصادر إنّ الجيش الإسرائيلي قصف شاحنة على طريق الفرقلس – حمص ونجا سائقها الذي قفز من الشاحنة. وأكّدت المصادر أنّه “لم يكن في الشاحنة أيّ عنصرٍ من عناصر حزب الله”. ومساء أمس الأربعاء، شنّ الجيش الإسرائيلي عدواناً جوياً مستهدفاً أحد المواقع في المنطقة الوسطى في سوريا، وأحد الأبنية السكنية في منطقة بانياس الساحلية، الأمر الذي أدّى إلى ارتقاء طفلة وإصابة 10 مدنيين بجروح.
فياض وسلام
على صعيد آخر، تفاعلت امس مسألة الهبة القطرية لمساعدة لبنان كهربائيا. في هذا الاطار، سجل موقفين لوزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض ولوزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام.
عقيص
من جانبه، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص عبر “أكس”: وجهت أمس سؤالاً إلى الحكومة عبر رئاسة المجلس النيابي يتعلق بمضمون ما ورد في مقابلة لوزير الاقتصاد امين سلام حول إهمال وزير الطاقة عرضًا من دولة قطر لبناء ثلاثة معامل لانتاج الطاقة الكهربائية بدون تكلفة على الدولة، تقدمت به منذ 7 أشهر. بانتظار جواب الحكومة على هذه الفضيحة. فضيحة بطلها وزير يفضحه زميله.
بري
على صعيد آخر، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري حيث جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما الأمنية منها.
كما تابع الرئيس بري المستجدات خلال إستقباله مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي.