رسالة أميركا لـ”حزب الله”: لا تعول علينا لمنع إسرائيل من الهجوم عليك لأننا سندعمها

نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا قالت فيه إن رسالة الولايات المتحدة لـ”حزب الله” هي: “لا تعول علينا كي نوقف هجوما إسرائيليا ضدك”.

وفي التقرير الذي أعدته ناحال توسي وإيرين بانكو ولارا سيغلمان قالت فيه إن الرسائل القادمة من المسؤولين الأميركيين تشي بأنهم استسلموا لاحتمال تصعيد النزاع بين “حزب الله” وإسرائيل.

ففي الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون الأميركيون منع حرب أكبر في الشرق الأوسط، إلا أنهم حذروا الحزب قائلين: “لا تفترضوا أن واشنطن قادرة على منع إسرائيل من مهاجمتكم”.

وتزعم المجلة أن الرسالة الأميركية تهدف إلى إقناع الجماعة الشيعية اللبنانية بخفض التوتر في الأزمة التي تتصاعد عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وذلك حسب شخص مطلع على النقاشات.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أميركيين قولهما إن “حزب الله” بحاجة لأن يفهم أن واشنطن ستقدم الدعم لإسرائيل، كي تدافع عن نفسها لو انتقم الحزب. وأكدوا على أهمية فهم الجماعة اللبنانية أن أميركا لن تتصرف وتحاول كبح القرار الإسرائيلي.

ولم تحصل المجلة على تعليقات فورية من وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي والبيت الأبيض. وزار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، واشنطن لمقابلة مساعدي الرئيس جو بايدن، حيث تركز النقاش معهم حول الأزمة على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية. وقال المسؤولان، إن إدارة بايدن ستدعم إسرائيل من أجل الدفاع عن نفسها في أي سيناريو مع “حزب الله”. ويشمل الدعم كل شيء، بما في ذلك تحديث الذخيرة للقبة الحديدية وتقديم الخبرات والمعلومات الاستخباراتية.

وقال المسؤولان إن الولايات المتحدة في حالة تعرض إسرائيل للخطر، قد تتدخل وتقدم الدعم العسكري مباشرة. ولا يظهر أن القادة الإسرائيليين قد اتخذوا قرارا نهائيا بشأن ما يجب عمله على الحدود الشمالية. وعلق مسؤول أميركي بارز قائلا عندما يتعلق النقاش بالإسرائيليين فـ”التركيز هو على حقن واقعية في حسابات بيبي”، في إشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

ويعتقد المجتمع الاستخباراتي الأميركي أن زعيم “حزب الله”، حسن نصرالله، لا يرغب بمواجهة مع إسرائيل. ولكن تقييمهم هذا الشهر للمخاطر نابع من سوء تقدير أي من الطرفين. وتعاني القوات الإسرائيلية من إجهاد بعد أشهر من القتال في غزة الذي لم ينته بعد.

ولكن المسؤولين الإسرائيليين قدموا في حواراتهم مع المسؤولين الأميركيين جدالا مقنعا حول أهمية ضرب “حزب الله” عاجلا وليس آجلا. فقد أجلت إسرائيل سكان البلدات الشمالية المتاخمة للحدود اللبنانية في أعقاب هجمات حماس العام الماضي. وأدت خسارة هذه التجمعات السكانية لتقويض قدرة إسرائيل للسيطرة على طول الحدود، وهذا موضوع حساس لتل أبيب القلقة على أمن حدودها. وتريد إسرائيل عودة النازحين إلى مجتمعاتهم قبل بدء فصل الخريف وإلا اضطرت العائلات لتسجيل أبنائها في المدارس التي لجأت إليها. وحتى لو ضربت إسرائيل “حزب الله” والجماعات المسلحة الأخرى، وردّ الحزب، فعندها سيهجّر المزيد من السكان.

وناقش الإسرائيليون أن الدعم الأميركي لهم علنا قد يجبر “حزب الله” على خفض التوتر والموافقة على وقف إطلاق النار. ويعتقد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أنه يحقق تقدما مع الإسرائيليين، حسب شخص مطلع على الوضع، وليس سابقة نجاح الديبلوماسية الأميركية في نزع فتيل الأزمة، فقد أقنعت أميركا إسرائيل بعدم ضرب الحزب في الأيام التي أعقبت هجمات تشرين الأول.

لكن الإسرائيليين مصممون هذه المرة، وربما تنجح أميركا بالتأثير على حجم العملية ومداها. ولا يعرف الخيارات التي تفكر بها إسرائيل ضد “حزب الله”، فقد تنجح غارات جوية بردعه، وقد تؤدي عملية عسكرية برية لإنشاء منطقة عازلة، وربما تستخدم إسرائيل الغارات الجوية والغزو البري.

لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال سي كيو براون، حذّر إسرائيل. وأخبر الصحافيين الذين رافقوه أنه لو اندلعت حرب واسعة بين الحزب وإسرائيل، فقد تجد أميركا صعوبة في الدفاع عن الدولة العبرية كما فعلت في 13 نيسان بعد إطلاق إيران وابلا من الصواريخ والمسيرات ضد إسرائيل. وذلك لأن “حزب الله” أقرب من الناحية الجغرافية لإسرائيل من إيران، ولهذا فأي هجوم يحتاج إلى رد سريع ولأن الحزب لديه صواريخ أكثر من حماس.

 

التعليقات (0)
إضافة تعليق