“رد وزير خارجية السعودية السابق عادل جبير في مجلس الأمن”

كتب عوني الكعكي:

ما جرى في مجلس الأمن الدولي عندما قال أحدهم إنّ «داعش» تمثل الإسلام، ردّ الوزير السابق لخارجية السعودية عادل جبير، والذي شغل منصب سفير السعودية في أميركا عدّة سنوات، وكان بالفعل رجلاً مميزاً. جاء هذا الرد قاسياً ومقنعاً في الوقت نفسه حيث قال:

هناك فئة من المسيحيين يحملون الصليب لكنهم يفعلون كل شيء ضد الأخلاق فيقومون بقتل الناس من أصل أفريقي ويدّعون أن المسيح أمرهم بذلك.

إنهم أفراد منظمة K.K.K وهي منظمة مسيحية متطرفة. أما في القرآن الكريم فإنّ هناك آية تقول: {لكم دينكم ولي دين}. فهل رأيتم تسامحاً أكثر من هذا التسامح.

كذلك ورد في القرآن: {من قتل نفساً بغير نفس أو فساداً في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعاً}. أترون أفضل من هذا القول… الذي يدعو الى السلام والعدل.

اما الكتاب المقدس فيقول: «العين بالعين والسن بالسن»…

ألا تعلمون بأنه لولا الحضارة الإسلامية لما كانت هناك حضارة غربية.

فلو كان الإسلام متعصّباً لما وصلت فلسفة سقراط وأرسطو وأفلاطون الى الغرب.

ولو كان الإسلام متعصّباً، فهل كان المسلمون يقومون بهذا الدور. فلولا الحضارة الإسلامية والحضارة العربية لما وصلت الحضارة الى الصين وأوروبا…

بالعودة الى «داعش» لا بدّ من العودة الى بداية الحرب الأهلية السورية التي بدأت عام 2011 انطلقت الثورة وبقيت سلمية مئة بالمئة.. بالرغم من أن الرئيس الهارب بشار الأسد بدأ بقتل المتظاهرين سلمياً. كذلك قتل من كانوا ينادون بالحرية وبتغيير النظام وبالانتخابات الحرّة وإطلاق الحريات، والسماح بإنشاء تلفزيونات حرّة وإعلام حر وصحافة وإذاعات حرّة، وكان النظام يرد عليهم بالرصاص، وبالقتل والسجن المترافق مع التعذيب.

تطورت الأحداث بعد مرور 6 أشهر، وبدأ الرئيس الهارب باستعمال جميع أنواع الأسلحة من دبابات وصواريخ ومدافع كي يخمد الثورة، ولكن عبثاً، إذ لم يستطع أن يخمد الثورة التي زادت قوة واتساعاً.

حينها تم إطلاق 2000 معتقل من الإسلاميين المتطرفين من السجون السورية، وهكذا فعل رئيس حكومة العراق في ذلك الوقت نوري المالكي الذي أفرج أيضاً عن الإسلاميين المتطرفين في السجون العراقية، وكان عددهم أكثر من ألفين.

طبعاً تجمع الإسلاميون في سوريا مع الإسلاميين في العراق ليؤسسوا ما يسمّى بـ «داعش»، وأطلقوا على أنفسهم اسم K.S.K.S.

هؤلاء قتلوا ودمروا واستطاعوا، وفي غفلة من الزمن، أن يسيطروا على نينوى في العراق واستولوا على البنك المركزي العراقي الذي كان يوجد فيه 500 مليون دولار نقداً، وكذلك على 500 سيارة جديدة رباعية الدفع، وسلاحاً يكفي لتسليح جيش كامل، وهكذا كبرت «داعش» وأصبحت تسيطر على قسم من العراق وعلى قسم من سوريا.

وهذا التخطيط لم يكن بريئاً، بل كان مخططاً له من الخارج. وهكذا دخل العراق وسوريا في مخطط إجرامي رهيب ليس للإسلام علاقة به لا من قريب ولا من بعيد، إلاّ أنهم استعملوا الدين الإسلامي ليسيطروا على السلطة.

الإسلام بريء من كل العمليات التي قاموا بها، ولا علاقة للدين الإسلامي بهم.

لذلك، ما قاله وزير الخارجية السعودية هو ردّ حقيقي للاتهامات التي تحاول النيل من الإسلام وإظهاره بأنه دين القتل والعنف.

aounikaaki@elshark.com