يوسف فارس
الخلاصات التي انتهت اليها زيارة كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين الى لبنان واسرائيل هي ان لا مبررات حزب الله كما مبررات تل ابيب خففت او قللت من خطورة المهمة، والكلام الحاسم التحذيري الذي اطلقه هوكشتاين الى حدود اجماع الانطباعات والمعلومات على انه نقل ما يعتبر التحذير الاخطر وربما الاخير من تداعيات الوضع المتفجر على الخط الازرق الحدودي بين لبنان واسرائيل. ففي حين كان هوكشتاين قد حذر اسرائيل تكرارا من ان اي مغامرة حربية محدودة او كبيرة في لبنان ستعني اقحام ايران في المواجهة والتسبب بحرب اقليمية واسعة، لم يتوان في بيروت عن اطلاق تحذيره الحازم من ان عدم الاحتكام الى حل دبلوماسي يخفض وينهي الصراع من شأنه ان يتسبب بحرب كبيرة مفتوحة.
وفي المعلومات ان هوكشتاين لم ينقل تهديدات الى بيروت انما عرض صورة قاتمة لتدحرج الامور ما لم يصر الى خفض التوتر والبدء بالتفاوض على تبريد الجبهة باجراءات تتولى الولايات المتحدة التوسط للاتفاق عليها. وان المعادلة التي طرحها بدت واضحة وتتلخص بالآتي: اما الذهاب الى حل ديبلوماسي، واما خطر الانزلاق الى حرب مفتوحة.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سعيد الاسمر يؤكد لـ”المركزية” ان هوكشتاين حضر الى بيروت وتل ابيب لاقناع الطرفين بخطورة الحرب الشاملة وتاليا ضرورة العودة الى قواعد الاشتباك في العمليات العسكرية، لكنه لم يحقق على هذا الصعيد شيئا يذكر بدليل استمرار وتيرة القتال على تصاعدها حتى خلال وجوده في المنطقة، علما ان حزب الله كان قد استبق زيارته بإعلان فشلها والتأكيد على وقف النار في غزة قبل اي بحث اخر. في وقت كان يفترض بلبنان الرسمي التركيز مع هوكشتاين على تطبيق القرار 1701 لتجنيب الجنوب واهله وتاليا لبنان برمته المزيد من الخراب والدمار والخسائر اللاحقة بالقطاعات الخدماتية والانتاجية. لكن للاسف، لا وجود للحكومة كما المجلس النيابي المخطوفين على غرار البلد بأسره من قبل حزب الله الذي يغامر بلبنان من خلال ربط مصيره بمصير غزة، لا لشيء الا خدمة لايران التي تمسك بلبنان كورقة على طاولة مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الاميركية التي طال امدها وقد تمتد لأشهر وسنوات اضافية نظرا لشموليتها وانسحابها على الاوضاع في المنطقة والخليج ايضا.