بقلم سليمان أصفهاني
الحكاية ليست عبارة عن حروف للتملق و(تبييض الطناجر) كما هي عادة البعض، بل ما أقوله ربما يعطي عناصر ورتباء وضباط هذه الشعبة برئاسة العميد خالد حمود القليل من التقدير أمام الكثير من التضحيات التي ربما لا يعرفها عموم الشعب اللبناني، فالموضوع ولد من رحم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وتوسعت آفاقه حتى سطرت مهنيته وحسه الامني وتعبه وسهر عديده الى نوع متقدم من الامن الملموس في بلد يشهد أسوأ حالة أمنية واقتصادية وسياسية وهنا يأتي دور من لبس بزة الشرف وفقد القدرة عن النوم في سبيل أن يبقى ما تبقى من هذا الوطن، فالمسألة ليست استعراضية لجذب إهتمام الاعلام ولا سياسية لنيل المناصب ورضى هذا وذاك ولا أمنية للوصول الى مواقع ورتب ومزايا وخدمات، لذا بقيت العيون على لبنان رغم كل الصعوبات بالعناصر والرواتب والطبابة والمواصلات وغيرها من الاشواك التي رميت أمام جنود يخشاهم الشر حتى لو بلغ ذروته.
الامن والامان أمنية كل الشعوب على وجه الارض لكن حتى الدول العظمى تتعدى معدل الجريمة فيها ما يحصل في لبنان ، هذا ليس دفاعاً عن قوى الامن الداخلي وبقية الاجهزة وإنما حقيقة يجب أن تقال، فنحن نعيش في فوضى أقل من التي حصلت في الحرب الاهلية، و لكن هناك عمليات تتم باللحم الحي من أجل أن لا يأكل الباطل الخير والنشرات الامنية اليومية الصادرة من هنا وهناك تؤكد هذه الناحية، وهنا تتصدر شعبة المعلومات المشهد بكل وطنية وهي السند لكل لبناني او وافد يتعرض للشر في الاراضي اللبنانية، وربما البعض سيجد في هذه المقالة مبالغة في الدور الذي تلعبه الشعبة على أرض الواقع، الا أن من يعلم تضحيات هؤلاء الجنود الاشداء عليه أن يقول الحق وأن لا يتحول الى شيطان أخرس.
القوة الضاربة بقيادة العميد خالد عليوان في شعبة المعلومات وأقسام التحقيق والامن العسكري والقسم التقني ومجموعات الرصد والمتابعة ومكافحة التجسس والارهاب وغيرها من الاختصاصات خدمت هذا الوطن بالبندقية والبزة العسكرية والحنكة الامنية فهؤلاء يعملون بكفوف عارية بعد أن سقط الوطن من بين أيدينا جميعاً وشظايا الازمة أصابت كل اللبنانيين من دون استثناء وتبقى العين الساهر مكانها لا يقهرها تعب ولا خوف ولا ضجيج ولا يغيرها نوم.
حكاية شعبة المعلومات طويلة وتشبه لبنان الذي رحل الجميع عنه وبقي هو المعادلة الاصعب داخل كل المعادلات الدولية، وهو أيضاً المتمرد على التآكل الذي يهدف الى نهش وجوده ومستقبله.