رأي – راغب علامة قنّاص الأغنيات الضاربة

بقلم سليمان أصفهاني

قبل أيام كانت أغنية (بيروت وروما) للفنان الصديق راغب علامة حديث الناس في لبنان والخارج رغم صدورها في الشهر الماضي وهي ناحية معروفة في مسيرة السوبر ستار الذي أحياناً يقطف الرواج بسرعة وفي بعض الاحيان نراه يقنص التفوق بعد طرح أغنيته بعد وقت وكأن كتب لهذا الرجل السير في طريق مختلف لا يعرف الهزات الارضية ولا السقوط في حفر الاختيارات غير الموفقة، مع العلم أنه يعيش كما كل الفنانين حالة الحرص على فنه وطروحاته ويبدو قلقاً حتى في أوج نجوميته الراسخة في ذاكرة الصغار والكبار.

راغب المتجدد شكلاً وفناً وانتشاراً وحضوراً قوياً في الصفوف الاولى يفهم تماماً لغة السوق الفني حتى لو تبدلت ودخلت في دهاليز الموضة والموجات فالفنان مازال في الوطن العربي القناص الامهر في إصطياد الاغنية التي يمكن أن تسرق الاذن والقلب معاً وتترك أثراً طيباً يدوم لسنوات كما حال الاغنيات السابقة التي مازلنا نرددها حتى وقتنا الحالي، وخلال إتصال مع حضرة نقيب الصحافة الاستاذ عوني الكعكي كان علامة الاخ والصديق المقرب محور الكلام وهي ناحية نادراً ما يتطرق اليها نقيبنا الا إذا كانت هناك بصمة وضعها الفنان في مرحلة صعبة جداً ونافس من خلالها الاخرين بشفافية ليست غريبة عنه وعفوية تحولت الى جواز سفره نحو قلوب الناس . نعلم أن الازمة في لبنان ضخمة جداً لكن تمسكنا بخيط من خيوط الامل والفرح والموسيقى يهون علينا الصدمات التي تلاحقنا من الفجر حتى الفجر الاخر والحديث عن عمل فني ليس سوى لفتة نحو مغامرة خاضها راغب علامة بشجاعة من بلد كتبت له المعاناة لكن نفس الفنان كان خلال الحرب الاهلية مثابراً ويدخل الفرح الى بيوت الناس ومعه أرشيفه الضخم الذي جمعه مع كبار الشعراء والملحنين في ذلك الوقت، وما يفعله حالياً هو إمتداد للسوبر ستار الذي لا تسكته لا أزمات ولا حروب كما هو حال فنانين آخرين تتسلل أصواتهم الينا لعلنا ننسى كل الضجيج الحاصل من حولنا .  (بيروت) معشوقة راغب علامة الذي بقيت صامدة في أغنياته اليوم تطل بثوبها العصري عبر أغنية (بيروت وروما ) كنوع من الوفاء لها حتى لو لم يكن الموضوع وطنياً ويدخل في إطار الايقاع الجديد الذي عرف علامة كيف يترجمه على طريقته الخاصة ويصيب الهدف ببراعة أمهر القناصين في عالم الفن.

 

التعليقات (0)
إضافة تعليق