بقلم سليمان أصفهاني
لاشك أن التجارب التي خاضها الفنان فضل شاكر مع الشاعر أحمد ماضي كانت موفقة ولافتة ولها وقعها بين الناس، حتى أتت أغنية (أيام الجاي) التي لحنها فضل إنطلاقاً من مزيج يجمع خصوصية صوته واحساس ماضي الذي من يعرفه عن قرب يشهد لطيبة قلبه وحالة مواجهته مع الحياة والواقع عموماً، وهنا وضع كلماته فوق مساحات صىوت فضل الذي أخذها الى أبعد من الايام وأدخلها الى القلب قبل الاذن.
فضل شاكر ورغم كل ما يدور من حوله من تجاذبات وإتهامات وحكايات مازال من افضل الاصوات الرومانسية التي مرت على الفن العربي المعاصر وأحمد ماضي عرف كيف يأخذ فرصته من هذا الصوت إنطلاقاً من علاقة والده الشاعر والصديق الراحل محمد ماضي مع الفنان الذي كان ومازال من العلامات الفارقة في الغناء نظراً لاحساسه الخطير وقدرته على إيصال فنه بكل شفافية الى جمهوره، والان تمكن ماضي الابن من إحداث نقلة نوعية في مسيرة (أبو محمد) الفنية بكل ما في أحمد الشاعر من عفوية وشغف وعاطفة ممكن أن تبرز في كلماته اكثر من تصرفاته حتى مع أصدقائه، واللحن الذي توج هذا اللقاء نابع من كل هذا الانسجام بين الطرفين خاصة من يعرف فضل وأحمد من مسافة قريبة في السنوات الماضية.
(أيام الجاي) عصفورة عذبة الاحساس في حديقة فضل شاكر وأحمد ماضي وهذا الفن الجميل يلامس الروح ويتحدث مع المستقبل بلغة كل إنسان خاصة في لبنان بعد أن أصبح بيننا وبين (الضحكة) جفاء نتيجة كل البراكين التي أخرجت حممها على كافة الصعد الحياتية، وفي لحظة ما تأتي أغنية بعيدة عن (فزلكة) الالحان والكلمات لتضع بصمتها على الجرح وتعيد صوت فضل الى قلوب ربما كان لها مواقف سلبية ضده في مرحلة من المراحل، لذا أتحدث هنا عن فن فضل وليس موضوعه القضائي او الامني او السياسي لان في وقت علينا أن ننصف الموهبة دون أن نجلد صاحبها على فكر ما ذهب من عقله وفتح صفحة جديدة مع نفسه والناس، وربما الايام الجاي تحمل له معها (ضحكة) بعد كل الازمات التي واجهته وأثرت على فنه.
أما أحمد ماضي فهو المزاجي الذي أسس لصومعة خاصة به يرسم من خلالها كلماته بريشة الاحساس النابع من القلب الطيب.