خليل مسعود قتل طليقته لأنها رفضت العودة اليه وانتحر هربا من دعاوى قانونية ضده في لبنان وتركيا

الاستاذ باسل عباس " ادعو السيدات الى عدم الخوف لأن القانون اليوم مع المرأة من جميع النواحي القانونية والقضائية

تحقيق ماجدة د. الحلاّني

هزت حادثة قتل الراحلة الاعلامية عبير رحال على يد زوجها خليل مسعود في محكمة شحيم منذ ايام الرأي العام. أبى الزوج ان يترك زوجته ان تنهي العام بالقرب من اطفالها الثلاث وتستقبل عاما جديدا معهم فقط لأنها تجرأت ورفعت دعوى طلاق ضده منذ خمسة أشهر. تبع حادثة قتل الزوجة انتشار فيديو للزوج المجرم نشره قبل ان يقدم على الانتحار. تداعيات قضية الرأي العام هذه كانت صاخبة على مواقع التواصل الاجتماعي للبنانيين الذين عبروا عن استيائهم من درجة الاجرام التي وصلت بالبعض الى قتل زوجاتهم فقط لأنهن طلبن الطلاق و الانفصال عن الزوج. والزوج يحمل دائما “شماعة” الشرف والخيانة ليحتمي بأفكار بالية ذكورية حتى القانون بات يجرمها.

ماذا في تفاصيل هذه الواقعة وخلفياتها؟ “الشرق” تكشف الحقيقة كاملة عن ما حدث قبل هذه الجريمة والاسباب التى ادت الى وقوعها وملابساتها.

رجل مهووس بطليقته

يبدو ان القاتل خليل مسعود مهووس بطليقته وفق المقربين من الطرفين. مسعود يوثق حبه وهيامه بزوجته على صفحته على فيسبوك بشكل مستمر وننشر مقاطع من حبه وعشقه وهيامه بها. ولكن للمختصين رأي آخر بهذا الموضوع. ان ما ينشره مسعود من كلام وتعابير تدل على انه يعاني من نرجسية سيكوباتيه عالية حيث يستخدم تعابير مرضية ” فقط في الحب يفقد عقلي، بعشقك، بتنفسك”! “… لن نفترق ابدا … حبي الابدي”، ” انت سلطانتي يا اجمل اعيادي”! الواضح ان مسعود شخصية سيكوباتية مريضة بحب التملك والسيطرة.الاهم ان من يطلع على صفحته على فيسبوك يجد ان هذه المنشورات لم تتوقف يوما الا عندما طلبت عبير الطلاق! لم تظهر رواية الخيانة والفيلم البوليوودي الذي رواه في الفيديو الا بعد ان طلبت زوجته الطلاق لسبب واحد الا وهو تشويه صورتها امام الرأي العام كنوع من الانتقام منها فقط لأنها قررت الانفصال عنه بحسب احد المختصين. وللعلم هذا ما تقوم به عادة الشخصيات السيكوباتية المريضة بتشويه صورة الآخر للانتقام منه من جهة ولإستجرار استعطاف الناس لهم.

وقائع الفيديو الذي نشره القاتل

بالعودة الى وقائع الفيديو الذي نشره القاتل قبل ان ينتحر والذي أوضح فيه انه يقوم بتسجيله قبل ان ينفذ جريمته البشعة عن سابق ترصد وتصميم. في الوقائع الاهم اتهامات الخيانة بأبشع العبارات من القاتل بحق طليقته مع آخرين وبالاستقصاء الذي قمنا به تبين ان معظم الاسماء المذكورة هي لموظفين في مكتب طليقته من مراسلين ومديرة الموقع وغيرهم من المصلحين الذين توسلهم مسعود للتوسط بينه وبين طليقته من اجل ان تعود له وهذا ما لم ينكره مسعود في الفيديو المذكور واكد ان طليقته رفضت العودة اليه. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يتهمها بالخيانة مع اكثر من شخص ويريد العودة اليها بعد ان رفعت دعوى طلاق ضده وانفصلت عنه؟ ببساطة هو يريد الانتقام منها بتشويه صورتها وصورة من توسطهم لارجاعها اليه ولم يفلحوا بالوساطة فاعتبر انهم خانوه وانتقم منهم فقط لأنه دعموا بنظره طليقته بموقفها.

لا بل اكثر من ذلك راح الى اتهام احد عناصر القوى الامنية الذي لاحق الشكاوى الخمس التي تقدمت بها القتيلة ضده من تعنيف وضرب وايذاء في مخفر شحيم. وكان يتحجج بوجود دلائل سينشرها مع الفيديو اين هي؟ ببساطة لا وجود لأي دليل انها اوهام واكاذيب اراد بها القاتل تضليل الرأي العام.

بالعودة الى لغة الجسد الفاضحة التي ظهر عليها في الفيديو تدل على الكذب وتلفيق احداث حيث كان يحاول رواية احداث غير مترابطة وغير متسلسلة فقط يكرر عبارات كاذبة عن طليقته لأن بنظره هي لم تف بوعدها له ان تبقى معه للأبد ومجرد قرار الانفصال عنه هي خيانة تستحق عليها القتل بنظره. والمضحك في الفيديو كمية التحيات التي قدمها القاتل لآخرين ولم يفكر لحظة واحدة بأطفاله الذين قتل امهم وتركهم لمصيرهم.
عشقه المريض المهووس دفعه الى ارتكاب جريمته من دون ادنى اهتمام بالاطفال اليتامى ولا بمصيرهم ولا بتأثير هكذا فيديو على حياتهم المستقبلية.

أسباب الجريمة

الواقع وفق معلومات من محيط في بلدته ان القاتل خليل المسعود هو من اصحاب السوابق في حمل السلاح والعنف وكان متزوجا من اخرى قبل عبير وماتت في حادث تسبب به القاتل وفق روايات اشخاص من بلدته كترمايا ولم يتسن للشرق الـتأكد من دقة هذه الرواية.


في الاسباب التي دفعت بمسعود الى ارتكاب جريمته وفق بيان عائلة الضحية رحال انه “ملاحق بقضايا احتيال مالية وله علاقات مشبوهة بين لبنان وتركيا وعليه دعاوى قضائية في البلدين. فشعر ان الخناق ضاق عليه وعبير طلبت الانفصال عنه بسبب العنف الاسري الذي كان يقوم به ضدها وهناك 5 دعاوى عنف وضرب وايذاء بحقه تقدمت بها عبير قبل ان يفيض بها الكيل وتطلب الطلاق علما ان لها منه اطفال”.
فقرر مسعود ان يستدرج عبير الى المحكمة مدعيا انه وافق على الطلاق علما ان جلسة الطلاق كان موعدها في الاول من الشهر القادم. لماذا فعل ذلك؟ لأنه لم يكن يستطيع رؤيتها لأنها كانت قد ابتعدت عنه منذ مدة وتخاف منه. فقرر ان ينهي حياته وحياتها قبل نهاية العام لأنه كان يعتبر انه اما ان تعيش معه او تموت معه لا حياة لها بعيدا عنه وهو كان يفضل الموت على الدخول الى السجن بسبب الدعاوى المقدمة ضده وان يترك عبير تعيش حياتها وتتابع عملها الذي نجحت به.

رأي القانون

في وقائع هذه الجريمة البشعة التي تحولت الى قضية رأي عام يعلن المحامي باسل عباس ان ” السبب وراء هكذا نوعية جرائم ضد النساء اولا العقلية الذكورية السائدة عند البعض وعدم التفكير بتداعيات تصرفه على الصحة النفسية لأطفاله لأنه يزرع داخلهم افكار عنف تظهر تداعياتها في المستقبل.واعتبر انه على السيدات اخذ تهديدات الزوج او الطليق بجدية وعدم الاستخفاف بها لأن الزوج او الطليق قد ينفذ تهديده والتقدم بدعوى فورا ضده بالاضافة الى دعوى للحصول على قرار حماية لها ولأطفالها عند الحاجة بالاضافة الى اخذ الحيطة والحذر الى حين تنفيذ قرار الحماية واخذ الخطوات القانونية ضد الزوج او الطليق”.

ويدعو عباس السيدات الى ” عدم الخوف وان القانون اليوم مع المرأة من جميع النواحي القانونية والقضائية وطلب المساعدة من الجمعيات النسوية المنتشرة في لبنان من اجل طلب معونة قانونية وتوفير محام لهن او طلب معونة قضائية لتأمين محام لهن لمتابعة اي عنف يتعرضن له من ازواجهن او طليقهن في حال لم يستطعن تأمين محام”.
ويعتبر الاستاذ باسل عباس ” الوضع القانوني للضحية عبير رحال غير كاف حيث انها قتلت داخل المحكمة. لماذا لم يتم تفتيش الزوج خليل مسعود قبل دخوله الى المحكمة؟” ويكشف عباس” سأتقدم بإخبار الى المحكمة العسكرية وفتح محضر بعناصر الدرك المولجين بحماية المحكمة لأن هكذا تسيب قد يتسبب بجرائم اخرى وقتل قضاة”.

قضية قتل الاعلامية الراحلة عبير رحال على يد طليقها القت الضوء على مدى العنف الذي تتعرض له السيدات في لبنان ولكن المؤكد ان هذا لعنف ليس كالسابق عددا وردعا وان القوانين اليوم من قانون الحماية 293 والشروط الامنية التي فرضت على جميع الوحدات الامنية التعاطي بمسؤولية مع اي عنف تتعرض له النساء ودعمهن من قبل القضاء سيؤدى الى محاسبة كل من تسول له نفسه ان يعتدي على زوجته او طليقته. ونصيحة للسيدات قبل ان ترتبطن ابحثوا عن ماضي الزوج المستقبلي وعائلته لتعرفن ان من في سجل عائلته اي عنف اسري سينفذه ضدك في المستقبل. ولا تعمدن الى فتح اي عمل مع الزوج لأي سبب كان لأن خطوة كهذه ستسبب نزاع مستقبلي عواقبه وخيمة.

التعليقات (0)
إضافة تعليق