الشرق – تيريز القسيس صعب
لم تمر الزيارة الاولى التي ارادها الرئيس جوزيف عون الى المملكة العربية السعودية مرور الكرام عند المراجع الدولية والعربية، بل كانت مدار اهتمام ومتابعة من اعلى المراجع الدولية والخارجية، على الرغم من ان عنوانها كان رد الزيارة التي قام بها وفد سعودي لتهنئة عون برئاسة الجمهورية.
ولعل ما يتوقف عنده المراقبون حفاوة الاستقبال الذي لقيه عون على ارض المملكة، واللقاء الثنائي الذي جمعه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمواضيع التي تم التطرف إليها.
هذه الخلوة التي وضعها مصدر ديبلوماسي سعودى في إطار «الثقة السعودية بشخص الرئيس عون وتطلعاته لانقاذ لبنان»، كسرت كل الحواجز والعراقيل التي قطعت اسس العلاقات الثنائية بين البلدين، وحولتها إلى علاقات بروتوكولية او»عند الحاجة».
وباعتقاد هذه الاوساط ان عجلة المحركات اعيدت إلى الدوران ولو ان الخطوات الملموسة لم تبدأ بعد.
فالمملكة الحريصة دائما على الوقوف إلى جانب لبنان ومؤازرته في اصعب المحن والظروف لم تتهاون يوما في مد يد العون او المساهمة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الداخلية لإيجاد الحلول والسبل الآلية للمحافظة على الاستقرار والأمن في لبنان.
وبالتالي فإن ما يهم المملكة اولا هو ان يكون لبنان بمناى عن أي صراعات او حروب عبثية في المنطقة، وان لا تستخدم ارضه لمصالح خارجية لا تخدم مصلحة بلاد الارز، ولا تحافظ على سيادته وامنه واستقراره.
فالدولة القوية هي الدولة القادرة بجيشها على تامين حماية حدودها، وهي الوحيدة المؤتمنة على المحافظة على مواطنيها من اي اعتداء يهددهم.
فالخلوة الثنائية رسمت ملامح وآفاق المرحلة الجديدة من العلاقات بين البلدين، على قواعد ثابت وواضحة حيث دعم السعودية لعملية الإصلاح الداخلي في لبنان، مقابل التزام لبنان بتنفيذ تعهداته.
وبات واضحا ان المملكة في صدد اتخاذ اجراءات عملية قريبة تجاه لبنان باكورتها رفع الحظر عن المواطنيين السعوديين الراغبين زيارة لبنان، وذلك قبل حلول عيد الفطر المبارك، اضافة الى تحضير الزيارة الرسمية والعمل التي ينوي الرئيس عون القيام بها إلى الرياض على رأس وفد وزاري واقتصادي رفيع لاعادة تفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية، وفتح الأسواق السعودية للصادرات اللبنانية.
ويرى المتابعون في المملكة ان عوامل عدة حصلت في الآونة الأخيرة ساعدت لبنان على الخروج من القوقعة السياسية التي كانت تحيط به، بدءا من انتخاب عون وصولا الى المتغيرات في سوريا، واضعاف حزب الله عسكريا.
فالمعبر الحقيقي والاساسي لعودة لبنان الى الحضن العربي والدولي يترجم عبر تنفيذ ما جاء في خطاب قسم عون والبيان الحكومي، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة لاسيما القرار 1701.
فكل القرارات المتعلقة بلبنان واضحة ولا لبس فيها وهي تتطلب من الجهات اللبنانية تطبيقها وتنفيذها لاستعادة لبنان سيادته وتقوية مؤسساته السياسية والأمنية والقضائية وتطبيق الإصلاحات لأنها المدخل الأساسي لإعادة الإعمار.
Tk6saab@hotmail.com