كشفت وسائل إعلام عبرية عن وجود خطة لدى مجموعات المستوطنين، وبدعم من وزراء وأعضاء كنيست ينتمون إلى الائتلاف الحاكم، يعملون على تغيير الوضع الراهن في الحرم الإبراهيمي في الخليل، تحت غطاء الحرب على غزة، وانشغال العالم بنتائج الانتخابات الأميركية.
وجاء في تغطية لموقع “زمان يسرائيل”، أن الخطة تهدف إلى تحويل الحرم الإبراهيمي إلى “موقع تراث قومي” يهودي، بما يشمل مصادرة المكان وجعله شبيهًا بساحة البراق، مؤكدًا أن شخصيات أميركية بارزة، من بينها مسؤولون في إدارة دونالد ترامب القادمة، يدعمون هذه الخطة.
وقال رئيس المجلس المحلي لمستوطنة “كريات أربع”، المقامة في الخليل، إن وزراء في حكومة نتنياهو أكدوا أن هناك مفاجآت كبيرة قادمة لصالح المستوطنين، تشمل إحداث “تطورات جوهرية” بخصوص صلاة اليهود في الحرم الإبراهيمي.
وأضاف: “الترتيبات التي فرضتها لجنة شمغار بخصوص الصلاة في الحرم الإبراهيمي بعد مذبحة غولدشتاين أصبحت قديمة. العالم تغير كثيرًا منذ ذلك الوقت، وحان الوقت لمراجعة تلك القرارات”. وتابع: “كيف يمكن للعرب الصلاة في الداخل، بينما نبقى نحن في الخارج تحت السماء المفتوحة؟”.
وأكد عضو الكنيست، أفيحاي بوارون، من حزب “الليكود” الذي يقوده نتنياهو، أن انتخاب ترامب يُشكّل فرصة مواتية لانتزاع الحرم الإبراهيمي من سيطرة الأوقاف الإسلامية، “ويجب علينا تحويل الحرم إلى مكان عصري للصلاة، وحل مشاكل الاكتظاظ الحالية”.
بينما قال عضو الكنيست، تسفي سوكوت، إن المساحة المخصصة لليهود للصلاة هي 35 في المئة من مساحة الحرم الإبراهيمي، مضيفًا: “هذا الوضع غير مقبول. ولذلك نعمل لتوسيع ترتيبات الصلاة اليهودية لتشمل الحرم بأكمله طوال ساعات النهار”.
وأبرز تقرير “زمان يسرائيل” رؤية بتسلئيل سموتريتش، التي يدعمها بوارون وسوكوت، وتقوم على اعتبار عام 2025 هو عام تنفيذ خطة الضم وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مبينًا أن الخطة تُصنّف الحرم الإبراهيمي على أنها محطة محورية. وبيّن التقرير، أن أحد الشخصيات الأميركية الداعمة لهذا المشروع، مايك هاكابي، الذي سيتولى في بداية العام المقبل مهام سفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهو يدعم “الرؤية التوراتية” للسيطرة الكاملة على فلسطين.
وعقب مدير الحرم الإبراهيمي معتز أبو اسنينة على ما نشرته الصحافة العبرية من تصريحات مسؤولي الاحتلال بالدعوة لتحويل الحرم الإبراهيمي إلى متحف يهودي، بأنها خطيرة، مؤكداً أن إدارة الحرم ترصد كافة الانتهاكات اليومية؛ لتوثيقها في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
كما استنكر مجلس الإفتاء في بيان صدر عنه، الخميس، اقتحام مستعمر مسجد “حمزة” الواقع وسط قرية بيت صفافا جنوب مدينة القدس، بالتزامن مع صلاة الظهر، والسير داخله، في تحدٍ للمصلين الموجودين فيه، كذلك هدم سلطات الاحتلال مسجد الشياح في بلدة جبل المكبر بمدينة القدس وتحويله إلى أنقاض، رغم أنه بُني قبل 20 عاما، وهدم مسجد قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، وهو آخر ما تبقّى من القرية بعد هدم منازلها، إضافة إلى هدم مئات المساجد في قطاع غزة، وانتهاك حرمة كثير منها.