خطاب القسم.. لا سلاح خارج الدولة

كتب عوني الكعكي:
يمكن أن نعتبر خطاب القسم الذي جاء به فخامة رئيس الجمهورية جوزيف عون هو الخطوة الأولى في إعادة بناء الوطن بشكل واضح وصريح.
نبدأ أولاً بطرح الرئيس وقوله إنه يجب أن لا يكون هناك سلاح خارج سلاح الدولة… وهنا، فإنّ الرئيس يعني أن الجهة الوحيدة التي يحق لها أن تحمل سلاحاً هي الدولة فقط لا غير.. وهذا يعني أن الشعارات التي كانت تطلق، انتهى مفعولها، وعلينا جميعاً أن نعود الى كنف الدولة.
وهنا، لا بدّ من الإشارة أولاً الى السلاح الفلسطيني و «اتفاقية القاهرة» التي انتهى مفعولها، ولم تستطيع أن تحقق أي نجاح، بل العكس ابتلينا بحربين: الأولى 1978 التي بدأت بالاجتياح الإسرائيلي واحتلال الجنوب، وتعيين سعد حداد.
ثم الحرب الثانية، وهي الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وحصار بيروت لمدة 100 يوم… ويُقال إنّ عدد القذائف التي سقطت على بيروت وصل عددها الى أكثر مما سقط على مدينة برلين في الحرب العالمية الثانية.. وبالفعل اضطرت المقاومة الفلسطينية للانسحاب من لبنان. ولكن يبدو أن قوى خارجية أبقت كما يقولون «مسمار جحا» بحجة «اتفاق القاهرة»، وحماية المخيمات الفلسطينية، وهذه المقولة أيضاً أسقطتها إسرائيل وللأسف الشديد.
أما سلاح المقاومة اللبنانية الذي استطاع تحرير لبنان وأجبر إسرائيل على الانسحاب عام 2000 من دون أي شروط فهو شيء آخر، إذ ليتنا انتهينا عند ذلك.. لأنه وللأسف فإنّ المقاومة لم تكتفِ بالتحرير، بل رغبت في الحكم، والجميع يعلم كم تسببت هذه المقاومة من ويلات وحروب، بحجة الدفاع عن الأراضي اللبنانية.. وأخيراً تبيّـن أن المقاومة لم تستطع أن تقاوم إسرائيل في حربين عام 2006 وحرب دعم المقاومة الفلسطينية في غزة، والتمسّك بنظرية أننا أجبرنا الإسرائيليين على الانسحاب أو الهروب من شمال فلسطين، والذين بلغ عددهم 80 ألف إسرائيلي توزعوا على الفنادق الإسرائيلية والشقق الفخمة… في حين أن إسرائيل هجّرت 800 ألف مواطن لبناني من الجنوب، ودمّرت مدينة صور التاريخية ومدينة النبطية والشريط الحدودي بالكامل، وذهبت الى بعلبك والهرمل والقطاع الشرقي والغربي، وها هو لبنان يحتاج اليوم الى عشرات المليارات لإعادة بناء ما هدمته إسرائيل في حربها على لبنان.
والأنكى أن 8 فرص عُرضت على المقاومة، لكنها للأسف رفضت القبول بها فدفعنا ثمنها اغتيال قائد المقاومة وشهيد فلسطين السيد حسن نصرالله، ومعه كامل الصف الأول من قيادته، بالإضافة الى عملية «البيجر» التي تسببت بإعاقة 1000 مقاتل فقدوا بصرهم، إضافة الى ألف أيضاً بُترت أطرافهم والبعض أصيبوا في بطونهم.
باختصار شديد، علينا اليوم طيّ صفحة المقاومة لفتح صفحة إعادة بناء الوطن وفق أسس العدالة والمحبة والتعاون.. وعلى كل حال، سوف تكون لنا حلقة ثانية حول خطاب القسم الذي يُعتبر تاريخياً.

aounikaaki@elshark.com