خامنئي يريد أن يحارب إسرائيل حتى آخر مسلم!!!

كتب عوني الكعكي:

منذ اللحظة الأولى لوصول آية الله الخميني الى إيران، قادماً من باريس، بعد إقامة ليست طويلة، كان يتحضّر خلالها لإطلاق مشروع التشييع الذي أعجب به رئيس خارجية أميركا في ذلك الوقت هنري كيسنجر، لأنه كما ذكرت سابقاً، كان يخشى على إسرائيل من الجيشين السوري والعراقي.

وكان أوّل عمل قام به الخميني إعلان الحرب على العراق تحت شعار التشييع. وهكذا استمرت الحرب ثماني سنوات. وعندما لم يستطع أن يحقق النصر على العراق، أعلن أنه يتجرّع كأس السم لأنه وافق على إيقاف القتال مع العراق.

كنا نظن أنّ آية الله الخميني عندما أعلن تشكيل ما يسمّى بـ «فيلق القدس» كان بالفعل يريد تحرير القدس، ولكن مع مرور الزمن، تبيّـن أن «فيلق القدس» كان أكبر كذبة وخداع في التاريخ، إذ هو لم يطلق رصاصة واحدة منذ إنشائه، أي منذ عام 1980… يعني أنه خلال 44 عاماً لم نرَ «فيلق القدس» يخوض معركة واحدة ضد العدو الإسرائيلي… بل بقي عمل هذا الفيلق محصوراً فقط في موضوع التشييع. ومن أجل ذلك رأينا كيف دمّرت إيران العراق، وكيف قسّمته، وكيف بدأت الميليشيات الشيعية بأسماء وشعارات متعددة يحملها بدلاً من أن تتجه لمحاربة إسرائيل، حصرت همّها الوحيد بالقضاء على أهل السنّة… وكيف استولوا على الحكم بمساعدة الاحتلال الأميركي عام 2003… وكيف كانت العراق الدولة العربية التي لا يعرف أهلها من هو سنّي ومن هو شيعي. فبفضل «نظام الملالي» تقسّم العراق، وأصبح دويلات عدة. وبدل أن يتفرّغ لمحاربة إسرائيل، صار النظام في العراق جاهداً في كيفية سيطرة جماعة «نظام الملالي» على الوضع، وهنا أعني سيطرة أهل الشيعة المدعومين من «نظام الملالي». فلا حاجة أن نقول، كيف كان العراق، وكيف أصبح بفضل «الملالي». فمن دولة تخافها إسرائيل، الى دولة منقسمة على نفسها وسط فتن وحروب دائمة بين أهل السنّة والشيعة.

ولم يكتفِ «نظام الملالي» بتخريب العراق، بل توجه الى سوريا… وبفضل وجود حاكم جاهل لا يستحق أن يكون حاكماً، تمكن «نظام الملالي» خلال سنوات قليلة من السيطرة على سوريا، حيث أصبح مقام السيدة زينب محور الاهتمام. وكيف بدأت دمشق عاصمة الأمويين تتحوّل الى سيطرة إيرانية شيعية على أهل السنّة… ويكفي أنّ الحرب الاهلية التي بدأت في سوريا عام 2011 واستمرّت طويلاً أدت الى تقسيم سوريا الى دويلات: دولة روسيا، ودولة تركيا، ودولة أميركا، ودولة لميليشيات حزب الله، ودولة لـ «فيلق القدس» ودولة لإسرائيل (الجولان). وبقي للنظام دمشق فقط.. وطبعاً الساحل أي مناطق العلويين في جبلة وطرطوس واللاذقية وجبال العلويين.

وهكذا تدهور الحكم الذي استطاع أيام الرئيس حافظ الأسد أن يصل بواسطة جيشه الى نهر الأردن… وحارب إسرائيل أوّل مرّة في التاريخ في حرب تشرين، أي مثل هذه الأيام من عام 1973. ولولا الدعم الاميركي والجسر الجوّي الذي دعم الاسرائيليين، لانهارت إسرائيل يومذاك.

كل ما قم به نظام بشار وبمساعدة «نظام الملالي» هو قتل مليون ونصف مواطن سنّي، وتهجير 12 مليون مواطن سوري، فقط لأنّ التظاهرات التي قامت، كانت تطالب بنظام حرّ مستقل، وتطالب بإطلاق الحرّيات والسماح بإصدار صحف ومجلات ومحطات تلفزيونات ومحطات راديو حرّ، وطبعاً النظام العلوي لا يتحمّل الحرّية، ولا الديمقراطية… فيما فعله بشار ومعه «نظام الملالي» من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، واستعمال «الكيماوي» المحظور دولياً، كان له أثر كبير في تخريب سوريا، ويكفي أن بشار تسلم سوريا وليس عليها دولار واحد كدين، بينما اليوم وبعد مرور 24 سنة، تحتاج سوريا الى 1000 مليار دولار لتعود كما كانت منذ 24 سنة.

الكارثة الكبرى كانت في لبنان، ففي ظلّ شعار تحرير لبنان من العدو الإسرائيلي المجرم الذي احتل لبنان بعملية عسكرية دامت 100 يوم، ووصل لاحتلال العاصمة بيروت بعد ذلك، قام حزب الله الذي كانت مهمته تحرير لبنان من العدو الإسرائيلي، والاحتلال البغيض، وبالفعل قام «الحزب» مشكوراً بإجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب عام 2000، وكان ذلك المرّة الأولى التي يستطيع فيها شعب عربي أن يجبر العدو الإسرائيلي على الانسحاب من دون شروط.

غداً سوف ننشر الحلقة الثانية وهي تحت العنوان نفسه ولكن ستكون مخصّصة لما فعله «نظام الملالي» بأهل لبنان، وتحديداً بأهل الطائفة الشيعية الكريمة.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق