تسارعت وتيرة الاتصالات المتعلقة بالمفاوضات الجارية للتوصل الى اتفاق لوقف النار في غزة، وسجلت تطورات بارزة، بحيث اعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئيس جهاز المخابرات (الموساد) عاد من الدوحة بعد اجتماع مبدئي مع وسطاء يحاولون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وإن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل، مضيفا ا أنه لا تزال هناك فجوات بين الجانبين.
وكان حصل لقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ووفد قيادي من حركة “حماس: برئاسة الدكتور خليل الحيّة، حيث جرى” استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً وأوضاع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق، كما جرى التباحُث حول آخر مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما جرى تأكيد الطرفين على مواصلة التنسيق الميداني والسياسي وعلى كل صعيد بما يُحقّق الأهداف المنشودة”.
وذكرت مصادر مطلعة على اللقاء ، ان وفد حماس أبلغ نصرالله بموافقة الحركة على الاتفاق، مشيرة الى ان حزب الله سيعتبر لحظة وقف النار في غزة هي لحظة وقفه الأعمال القتالية على الجبهة الجنوبية.
اما في شأن الوساطة الالمانية مع حزب الله، فقد ذكرت مصادر حزب الله ان “الفريق الألماني هو الأكثر جدية بالتعاطي في ملف جبهة الجنوب وحرب غزة”. معلنة “ان نائب مدير الاستخبارات الألمانية “أول ديل” عقد لقاءين مع نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم ويُتوقع أن يُعقد الاجتماع الثالث قريباً وان الرئيس نبيه بري هو مَن لعب دور الوسيط.
وأشارت المصادر الى ان الشيخ نعيم قاسم” كان مرناً مع الطرح الألماني ولم يمانع البحث في تراجع “الحزب” لكنه اشترط أولاً وقف الحرب في غزة لبدء التفاوض في الطرح.
وذرت المصادر ان نائب مدير الاستخبارات الألمانية اقترح على قاسم في اللقاء الثاني تراجع “الحزب” 8 كيلومترات وتعزيز مهام “اليونيفيل” وتطبيق القرار 1701 وحل النقاط الحدودية العالقة ما يسهّل إمكانية الاستثمار في البحر واستخراج الغاز مقابل رفع العقوبات عن حزب الله”.
سياسيا، بقي الوضع في لبنان على حاله من الترقب والانتظار، فجبهة الجنوب بقيت ساخنة، وعلى المستوى الرئاسي البلد من دون رئيس، لا لعلة دستورية انما لاستغلال دستوري، كناية عن تطيير نصاب الجلسات لقطع الطريق على فوز من لا يريده حزب الله رئيساً. وقد قالها نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم ان “مرشحنا يحقق الأهداف الوطنية لجميع الأفرقاء ومقبول من قبل الدول العربية”، معتبرًا أنّ الخلاف على “رئاسة الجمهورية كبير جدًا لا سيما بوجود التشرذم الكبير بين الكتل النيابية اللبنانية، إضافة إلى تركيبة مجلس النواب اللبناني التي جعلت من كل الافرقاء سواسية في المجلس حيث لا يستطيع اي فريق فرض مرشحه وبالتالي يبقى الحل الوحيد هو الحوار لتبديد هواجس الافرقاء، ونحن نقدم بالدليل”.
وقال في حديث لـ إذاعة “سبوتنيك”، أنّ “ احتمالات توسعة الحرب غير متوا فرة في المدى القريب، ولكن “حزب الله” مستعد لأسوأ الاحتمالات”. ووجّه الشيخ قاسم رسالة إلى الداخل اللبناني، فقال: “الحالمون في الداخل اللبناني بحرب لإزعاج أو إضعاف “حزب الله”، أعتقد أنهم سيرون أحلاما مزعجة لأن الواقع لا يتأثر بتصوراتهم وليس لديهم أيّ فعالية على أرض الواقع (…)”.
لا مصلحة بالحرب: في المقابل، أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل أن الضابط الرئيسي لما يحصل على جبهة في لبنان لا يوجد في بيروت إنما في طهران. وأضاف في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” أن “إيران كصانع قرار رئيسي لا أعتقد أنها تريد وضع حزب الله في موقع خطر”. وتابع: “يجب أن توجد مقاربة للتعامل مع المشكلة الإيرانية، الإيرانيون نفسهم سيدفعون تبعات إن لم يغيروا من سياستهم”.
وأشار هيل إلى أن “مستوى التعقيد فيما يتعلق بقوة إطلاق النار بعد عام 2006 زاد أكثر وبالتالي سيكون الصراع إن حصل اليوم أكبر”. وشدّد على أن “ليس من مصلحة أحد أن تكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة”.
شرعية على الهجوم: من جهتها، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى ان “المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يقترح نزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان ودفع قوات الرضوان إلى الخلف مسافة 10 كلم عن الحدود”. ولفتت إلى أن “هوكشتاين يعتبر أن رفض حزب الله لمقترحه سيضفي الشرعية على الهجوم الإسرائيلي لإعادة الأمن إلى الشمال”. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم ان “الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيرفض مقترح المبعوث الأميركي”.