قالت المقاومة الفلسطينية إنها تخوض في جنين شمالي الضفة الغربية معارك ضارية مع قوات الاحتلال التي تواصل لليوم الثاني تنفيذ هجوم واسع وحصار غير مسبوق على المدينة ومخيمها، وتستهدف المستشفيات على وجه الخصوص. وقد أحاطت قوات الاحتلال قرى ومدن الضفة بأكثر من 898 حاجزا عسكريا لتقطيع أوصالها والتسبب بشل حركة المواطنين وتعطيل حياتهم اليومية.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني ظهر الأربعاء تسجيل 4 إصابات، إحداها بجروح حرجة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، وذلك بعد استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة نحو 40 آخرين في اليوم الأول للعملية العسكرية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “الجدار الحديدي”.
وواصل الاحتلال الدفع بمزيد من القوات إلى المنطقة، فيما قالت مصادر لـ”الجزيرة” إن القوات الإسرائيلية اعتقلت فجر اليوم عددا من الفلسطينيين بعد مداهمات للمنازل في جنين ومحاصرة مستشفياتها وسط اشتباكات متقطعة مع المقاومين.
وأعلن قائد “سرايا القدس” في الضفة الغربية -وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– أنهم يواصلون إيقاع قوات الاحتلال وآلياته العسكرية في كمائن منذ بداية المعركة في جنين.
وأضاف -في منشورات بثتها السرايا عبر تليغرام اليوم- أن “ما سنكشفه في نهاية المعركة سيثبت أن صورة النصر التي فشل العدو في أخذها بغزة لن يأخذها بالضفة”.
وقال إن المقاومة تمكنت خلال الأيام الماضية من “إدخال بعض العبوات الناسفة الأرضية والموجهة للخدمة، وكان تفجير الجيبات العسكرية في قباطية وفي طمون مجرد رسائل لما ينتظر قادة العدو وجنوده في شوارع وأزقة المخيمات في الضفة الغربية”.
كما أعلن تشكيل غرف عمليات لتنسيق العمل الميداني وتطوير العمل المشترك برفقة مقاتلي كتائب القسام ومقاتلي شباب الثأر والتحرير.
تنديد بمشاركة السلطة
وندد قائد “سرايا القدس” في الضفة بمشاركة أجهزة السلطة الفلسطينية في عمليات الاحتلال، وقال إن هذه الأجهزة تواصل “بالتناوب مع قوات العدو اقتحام بعض البلدات وحصار مقاتلينا المصابين في القرى والبلدات والمراكز الطبية والمستشفيات وتحاول اعتقالهم لتخفيف المهمة على جيش العدو”.
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إن “مشاركة أجهزة السلطة في هجوم الاحتلال على مخيم جنين جريمة بحق شعبنا وتنكر لدماء الشهداء”.
ودعت “حماس” كل الفصائل والشخصيات الوطنية والمجتمعية في الضفة إلى الخروج بكل قوة “من أجل وضع حد لتجاوزات السلطة الخطيرة ومواجهة عدوان الاحتلال واستهدافه للمقاومين في جنين”.