يوسف فارس
الشرق – مسلسل الاخفاقات في ملء الشغور الرئاسي يتوالى، حيث سجل الفرنسيون رقما قياسيا في المبادرات والحراكات ومع ذلك لم يستطيعوا لا عبر الرئيس ايمانويل ماكرون ولا عبر صولات الموفد جان ايف لودريان وجولاته واستطلاعاته ان يسوقوا لخيار رئاسي او ان يجلبوا مكونات التعطيل الداخلي الى طاولة التوافق. كذلك كان حال حراك اللجنة الخماسية التي يبدو انها قالت اخر ما لديها في البيان الذي تبع اجتماع سفراء دولها في السفارة الاميركية في عوكر منذ قرابة الشهرين. قبلها الحراك القطري السري والعلني الذي تسارع ثم تباطأ ثم انكفأ وجمد ليعود في الفترة الاخيرة الى تزخيم حضوره من جديد في الملف الرئاسي. ايضا حال الحراكات الداخلية التي جربت حظها في الاستحقاق وكانت النتيجة أن صاحبها الفشل حتى قبل ان تتحرك خصوصا ان تعامل المكونات السياسية معها لم يكن سوى من باب رفع العتب ولم تؤخذ على محمل الجد. فمن كتلة الاعتدال الى اللقاء الديمقراطي فمسعى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كلها دارت في دائرة واحدة بدءا بعين التينة مرورا ببكركي وختامها بالكتل النيابية وعادت الى مربع الفشل. عضو تكتل لبنان القوي النائب ادكار طرابلسي يقول لـ «المركزية «: لا شك في ان عملية طوفان الاقصى منذ اندلاعها في السابع من تشرين الاول الماضي مع ما رافقها من عمليات ابادة في حق ابناء غزة والقطاع بأكمله استحوذت على الاهتمام العالمي. بحيث باتت سائر الملفات، نسبة الى ما يجري من قتل ودمار بما فيها الملف الرئاسي اللبناني، للاسف ثانوية. وسلم اهل الداخل والخارج بأن البحث في الاستحقاق مؤجل لما بعد وقف الحرب. علما ان الخوف محليا يتعاظم على كل المستويات وبات يشمل البلد ككل دولة وكيانا وشعبا. وهو ما حذر منه الفرنسيون وسائر الدول الاخرى التي زار موفدوها لبنان.
ويتابع: من هنا نرى تحركا اميركيا جديا لمنع الذهاب الى الحرب الشاملة وتحديدا من الخاصرة اللبنانية. اخيرا زار كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين بيروت وتل ابيب في محاولة للجم التدهور والتصعيد. والعودة اقله الى ما يعرف بقواعد الاشتباك التي أكد حزب الله التزامه بها في كل العمليات التي شنها مراعيا في ذلك عدم اخذ البلد الى حرب شاملة لا قدرة له على تحملها راهنا نظرا لاوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية المترهلة. علما ان اللبنانيين مزمعون بغالبيتهم على مواجهة اسرائيل اذا وقعت الحرب.
وعن سبل المواجهة يقول: سيكون ذلك من خلال تضامننا الوطني ووحدتنا الداخلية التي استطعنا من خلالها سابقا الانتصار على كافة اعداء لبنان.