بديعة الحوت شهاب
يطل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، محملاً بنفحاته الإيمانية وروحانيته الفريدة التي تجمع القلوب على الطاعة والتقوى. إنه الشهر الذي تتجدد فيه معاني الإحسان والتكافل، وتُرسم فيه أجمل صور البذل والعطاء. فهو فرصة عظيمة لنتقرب إلى الله، ونتلمس حاجات الآخرين، ونرسّخ معاني الرحمة والإنسانية في المجتمع.
رمضان.. شهر الرحمة والتآخي
إنّ رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة روحية تهذب النفوس وتغرس قيم المحبة والإيثار. فهو الشهر الذي تجتمع فيه العائلات على موائد الإفطار، وتسود فيه الأجواء الإيمانية في المساجد والشوارع والمنازل. كما أنه فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث نمدّ يد العون للفقراء والمحتاجين، ونساهم في إدخال الفرحة على قلوب الأطفال والأسر المتعففة.
العطاء في رمضان.. واجب ومسؤولية
لأن رمضان شهر الخير، فإنّ الواجب الإنساني يحتم علينا أن نكون أكثر تفقداً لحاجات الفقراء والمساكين، وأن نضاعف من جهودنا في العمل الخيري. فليس هناك أجمل من أن نرى الابتسامة على وجه طفل يتيم، أو أن نكون سبباً في توفير وجبة إفطار لصائم لا يجد قوت يومه. ولعلّ من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي في هذا الشهر المبارك إقامة موائد الرحمن، وتوزيع الطرود الغذائية، والمساهمة في سداد ديون الأسر المتعثرة.
دور المرأة في شهر الخير
تلعب المرأة دوراً محورياً في رمضان، فهي عماد الأسرة والمجتمع، وصاحبة الأيادي البيضاء في كل ميدان خير. فمن خلال مشاركتها في الأعمال التطوعية والجمعيات الخيرية، يمكنها أن تحدث فارقاً كبيراً في حياة الكثيرين. إننا اليوم بحاجة إلى تعزيز دور المرأة في ميادين العطاء، وأن نُسهم جميعاً في نشر ثقافة التكافل الاجتماعي.
رسالة إلى أهل الخير
مع حلول هذا الشهر الفضيل، ندعو الجميع إلى استغلاله في عمل الخير، ومدّ يد العون لكل محتاج. فكم من أرملة تنتظر دعماً، وكم من أسرة تتطلع إلى يد حانية ترفع عنها المعاناة، وكم من طفل بحاجة إلى رعاية واهتمام. لنكن جميعاً شركاء في صناعة الأمل، ولنحوّل رمضان إلى موسم للخير الذي لا ينتهي بانتهاء الشهر، بل يبقى أثره ممتداً طوال العام.
ختاماً.. رمضان فرصة لا تعوّض
إنّ استقبال رمضان يجب أن يكون بحفاوة القلب وصفاء الروح، وأن نستعد له بتجديد نوايانا للخير، والحرص على اغتنامه في ما يرضي الله، ويخدم المجتمع. ليكن هذا الشهر انطلاقة جديدة نحو مزيد من العطاء، ولنغتنم فضائله في دعم الفقراء، وإدخال السعادة إلى البيوت، ونشر قيم المحبة والتسامح.
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لصيامه وقيامه، وأن يجعله شهراً عامراً بالخيرات والبركات، وأن يعيده على الأمة الإسلامية بالأمن والسلام. رمضان كريم!
بديعه الحوت شهاب