حديث رمضان _ رمضان شهر التوبة والغفران وتحقيق العدالة الاجتماعية

الدكتور أسامه محيو
شهر رمضان المبارك هو أحب الشهور الى الله سبحانه وتعالى. به أنزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر التي هي “خير من ألف شهر ” بشكل تدريجي على مدار ثلاثة وعشرين عاماً. ويعتبر هذا الشهر فرصة للتفكر في كلمات الله والتأمل في معانيها بما تشكله من هدي الى الصراط المستقيم وتجنب الزلات، كما ممارسة العبادات التي تحصّن الصائم في بقية شهور السنة. في هذا الشهر تفتح أبواب الجنان وتصفد الشياطين حتى يبعد الله إغواءهم عن عباده. فالامتناع عن الأكل والشراب من الفجر حتى الغروب هو ترويض للجسد لابعاده عن الأمراض التي يتسببها تواصل تناول الطعام والشراب ، وتهذيب للنفس، وفرصة للابتعاد عن المحرمات والكلمات النابية والأفعال السيئة وغض للبصر والإبتعاد عن سماع المنكرات، والتوبة، والتقرب إلى الله.
يبدأ شهر رمضان مع رؤية الهلال وينتهي لرؤيته الذي بات شعار المسلمين.
في شهر رمضان، يزور المسلمون المساجد لتأدية صلاة الجماعة التي ثوابها مضاعف ، والاستماع إلى التلاوات القرآنية. كما أنهم يلتقون مع الأهل والأصدقاء في افطارات تجمع شملهم على طاعة الله وأداء مناسكه.
“شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر. بريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”.
وفي شهر رمضان تتحقق العدالة الاجتماعية من خلال تحصيل الزكاة وصرفها على الفقراء والمساكين والمتعثرين، بدءاً من ذوي القربى الذين هم أولى بالمعروف. وكذلك تكثر فيه دفع الصدقات التي تساهم مع الزكاة المفروضة والكفارات بإبعاد العوز عن فقراء المسلمين. فالاسلام وسع دائرة مد يد العون من الأقارب الى الجار فسائر الفقراء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم”. والمراد بنفي الايمان في الحديث نفي الكمال وليس نفي أصل الايمان كما ذكر المناوي وغيره.
وتزيد الزكاة الثقة بين أفراد المجتمع وتساهم في الترابط الاجتماعي بسبب التعاون الذي تفرضه على جميع الأفراد، كما أنها تقوم بتوطيد العلاقات الاجتماعية وخلق الصداقات والألفة بين أفراد المجتمع.
والزكاة تساعد المهاجرين والنازحين على التخفيف من أعباء الهجرة والنزوح.
كما تساهم الزكاة في التخفيف من حالات التسول أيضاً.
وقد جاء في قصيدة ” ولد الهدى ” للشاعر أحمد شوقي:
الاشتراكيون أنت إمامهم
لولا دعاة القوم والغلواء
داويت متئداً وداووا طفرة
وأخف من بعض الدواء الداء
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى
فالكل في حق الحياة سواء.
د. الدكتور أسامه محيو