حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – … وتمخض جبل “الرعب” فولد فأراً فاراً

ذقونكم تدل عليكم.
تصاريحكم تفضح نواياكم.
توجيهاتكم تزخر بإعجاب الحكم المدني، وأفعالكم تزخر بالعجب العجاب.
دعوة إلى تحضر بلا حضارة… وإلى ديمقراطية يستقر في داخلها وعيد دنيوي وعقاب إلهي.
من نصدق… وآمالنا ترتعش خوفاً من انزلاق يضيّع أفراح وأعياد سوريا بأمها وأبيها وأحفادها؟.
سمعنا “الجولاني” يأمر الصحفيات بوضع الحجاب على شعرهن المكشوف، كاشفاً عن أنه أقرب إلى طالبان، وأحنّ إلى أيام “القاعدة”.
نتمنى أن تكذبنا الأفعال ويتطابق القول بالعمل.
لكن تكليف محمد البشير برئاسة حكومة الثلاثة أشهر، لا يبشر بالخير.
فهل بلغ أتباع “حسن البنا” أن الله أمر بأن يكون “أمرهم شورى بينهم”؟.
إلاّ أن الجولاني شاور نفسه، واختار بنفسه ولنفسه رئيساً يتمتع بمواهب “المرؤوس”.
قد يقول قائل، وفي قولهم حق يقال:
لماذا يستشير بطل رفع أثقال العصر الأسدي، من تلقى أتعاب معارضته إقامات فندقية أو تعويضات شهرية؟.
هو البطل… وكل سوري يقر بذلك ويعترف… وعلينا أن نقر كذلك ونعترف بأنه ليس الوحيد.
الجيش العربي السوري كان شريكاً أيضاً في اقتلاع جذور زنازين الموت المفتوحة على مكابس “قتل الجثث”، وتحويلها إلى رقائق من الجلد البشري.
ألوية بكاملها تمردت على أوامر القتلة… فلم تقتل ولم تقاتل.
أليست هذه “بطولات سلبية”، جعلت طريق الجولاني إلى حلب نزهة، وإلى حمص فتوحات من دون سيف خالد بن الوليد، وإلى دمشق مجرد جولة في حدائق الياسمين الدمشقي؟.
ووسط انتظار المجهول، نجهل الأجوبة الكثيرة للأسئلة الأكثر استنكاراً.
ترى ما هو الفرق بين بشار الأسد “الفارسي”، وبين الجولاني “العثماني”؟.
ترى ما سر التهديد بعودة داعش… وداعش ليست إلاّ دورة مياه عامة، تدخلها الدول وتقضي حاجتها فيها وتخرج منها مستنكرة روائحها الكريهة؟.
ترى لو كان للسوريين ثقافة الثأر، أما كان كمن في شوارع موسكو ملايين السوريين، ينتظر يتيمهم وأرملهم وحفيد شهدائهم مرور الشيطان لثأر أشد بأساً من ثارات صعيد مصر؟.
ترى ألا تستحق سوريا إحتفالية بـ “شفرات جيليت” تقودها إلى الدولة المدنية… وإن كان القرآن الكريم مصدر التشريع… وإن خالفه التطور التقني والعلمي؟.
ترى هل كثير علينا أن نكتشف بعد نصف قرن أن جبل “الرعب” الأسدي، تمخض، فإذا بالمولود لم يكن سوى فأراً فاراً من غضب شعبه؟.
ترى هل يقتنع الجولاني بأن يبدأ صغيراً ويكبر على أن يبدأ كبيراً ويصغر؟.
ترى… هل يرى ما نرى؟.
وليد الحسيني

التعليقات (0)
إضافة تعليق