حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – «كلنا للوطن» نُنشد ونفترق

نُنشد وقوفاً:

«كلنا للوطن».

نواصل تصفيقاً:

«للعلا للعلم».

ننصرف ختاماً:

كلٌ في طريق.

… وعندما يسقط العلا مهاناً، ويتمزق العلم إرباً، وينهار الوطن متشظياً، لا نرى من كلنا وكلكم أحداً.

عند الحاجة، نحن مئة «أنا» وأكثر.

وعند الملمات، أنتم مئة «أنت» وأكثر.

وعند الإنقاذ، هم مئة «هو» وأكثر.

في مناسبات الضرورة، «كلنا للوطن»، وفي المنافسات الطموحة، كلكم فرادى.

اليوم تمّ تحليل المحرم، الذي ساد في زمن المحرمات المتدفقة.

هل تذكرون عندما كان الأمر الدائم، بأن الإنسحاب من جنوب الليطاني، رجس من عمل الشيطانين الأكبر والأصغر… فاجتنبوه؟.

الآن، تخلى «الثنائي الشيعي عن الـ «لا» المزمنة في تشددها، والتي عطّلت، ومعها إسرائيل، القرار الأممي 1701 لأكثر من ثمانية عشر عاماً…وعَكس وعد الوعد الصادق، صادق الثنائي على ورقة هوكشتاين، وقرر التراجع إلى ما وراء جنوب الليطاني، وربما إلى شمالي نهر الأولي… فأول الأوليات هذه الساعة، وقف إطلاق النار، الذي أسندناه إلى غزة، فغزّت في جسدنا قتلاً ودماراً ونزوحاً.

ومنذ أن فاجأنا حزب الله، بقبوله المفاجئ للقرار «1701»، عمّ مصطلح «جنوب الليطاني وشماله» في أروقة البيت الأبيض… كمدخل لتسوية ترضى بها إسرائيل، وبرضاها ترضى أميركا.

وليس هذا العتب الوحيد.

فتكراراً نكرر:

ما زالت «المقاومة الإسلامية» تصر على إسلاميتها، في بلد يتكوّن من 18 طائفة… وإذا تأخرت إحداها، أو كلها، عن النصرة، اتهمت تدرجاً ما بين النأي والعمالة!!.

ونسأل عن حكمة التسمية… وكأن في إطلاق «المقاومة الوطنية» إهانة للإسلام والمسلمين!!.

التفسير الوحيد لأدلجة مقاومة حزب الله، هو ربطها حكراً بالجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي هذا الربط نكون قد تجنينا على الإسلام والمسلمين.

لا بد من الاعتراف التاريخي، بأن الإسلام مكوّن من مكوّنات العروبة… فالله لم يختر كسرى أنوشروان نبياً لخاتم الأديان… وما أنزل قرآنه بالفارسية.

إرادة الله حسمت أمرها.

العروبة هي المهد والرسول واللغة.

وحتى أهل البيت، الذين يمثلون عزة الأمة، هم من سلالة قريش، أم قبائل العرب.

وبما أن حزب الله هو شاغل الدنيا والناس، فسنعتبر مجازاً أن تراجعات الشيخ نعيم قاسم، هدفها الدفاع عن لبنان، وحفظ ماء وجه البيئة، التي ضيّعت وجهتها جنوباً وبقاعاً.

وفي حساب تخطئه حسابات المعارضة، تستعاد مقولة «قوة لبنان في ضعفه».

ترى متى كان الضعف قوة؟.

هذا هراء مفضوح… أليس كذلك؟… إلا إذا كان لسان دبلوماسية «هوكشتاين»، أقوى من يد حزب الله، وأشجع من قلب ميقاتي، الذي إبتعد وأبعد نفسه عن مواجهة نزع سلاح من يرفض نزع سلاحه.

وبين الحزب الذي فاضت قوته، والرئيس بري الذي فاضت صلاحياته، نطالب رئيس المحبسين، المجلس والنصاب، وهو الوكيل الحصري للفول والمكيول، أن يملأ الفول بالمكيول… وأن يرحمنا… قبل أن يرحمنا الله… ولا نجد من يصلي علينا في قداس أو جامع.

دولة الرئيس لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

قالها العرب فقلها أنت.

وليد الحسيني

التعليقات (0)
إضافة تعليق