حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – صيدليات الدستور المغلقة … بالشمع الطائفي

كثيرون قالوها:
نسأل الله أن يحمي لبنان.
لكن ممن؟.
هذا ما يريد أن يعرفه الله.
هل يحميه من حرب العودة المتبادلة إلى «العصر الحجري»، الذي يتوعّدنا به العدو الإسرائيلي، وبه نتوعّده؟.
أم يحميه من فراغ رئاسي، يتفرغ للقضاء على ما تبقى من مؤسسات آيلة إلى الإنهيار؟.
أم يحميه من «لجنة خماسية» تثري الثرثرة الدبلوماسية… وتُجمع فقط على أن تجتمع؟.
أم يحميه من مبادرات، كانت «كتلة الاعتدال» أول مبادريها، والتي تفرعت من ثم إلى مبادرات باسيلية وجنبلاطية وجعجعية… لتنتهي جميعها في «جمعية دفن الموتى»؟.
أم يحميه من فرقاء التفرقة… فهذا لا يشبهنا… وهذا يتشبه بنا… وهذا مشبوه… وهذا شبه لبناني؟.
إذا كان المطلوب من الله أن يتولى كل هذه الحمايات، فلماذ كل هذه الزعامات والأحزاب والتيارات؟.
يا أيها الطبيب طبب نفسك.
الأمراض معروفة مرضاً مرضاً.
الأدوية موصوفة دواء دواء… لكن صيدليات الدستور مغلقة بالشمع الطائفي.
تعالوا نتحاكم أمام الله.
هل الطائفية نزاع حقيقي بين الأديان، غايته إقرار الطريق الأصح إلى الإيمان؟.
لو كان كذلك لما أفسد الخلاف الود بين اللبنانيين.
طائفيتنا لا علاقة لها إطلاقاً بالله.
إنها طائفية سياسية، لا طائفية دينية.
الأدلة لا تحصى.
زعماء الطوائف الفعليين هم قادة الأحزاب والنواب ووجهاء المناطق.
أما رجال الدين، بكبارهم وصغارهم، فهم ليسوا أكثر من ديكور الضرورة… وضرورة الصورة.
تعالوا نتحاكم ونحكم.
من صاحب القرار الشيعي؟.
المفتي علي الخطيب أم ثنائي بري – نصرالله؟.
من صاحب القرار السني؟.
المفتي دريان أم من هب ودب من نواب ووزراء سنة هذه الأيام؟.
من صاحب القرار الدرزي؟.
الشيخ أبو المنى أم وليد جنبلاط؟.
من صاحب القرار الماروني؟.
البطريرك الراعي أم رباعي جميل – جعجع – فرنجية – باسيل؟.
وفي المندرج نفسه يندرج الأرتوذوكس والأرمن والكاتوليك.
إذاً، أين هو الدين المتهم بموبقات لبنان؟.
لو كان الدين إيماناً لا وسيلة، لوجدنا زعماء طوائفنا المتواجهة، متواجدين في بيوت الله على الأقل في عظات الأحد وصلوات الجمعة… لكنهم ما فعلوها ولن يفعلوها.
وإذا تحاكمنا وعدلنا بأحكامنا، فإن الطائفية في لبنان لغة سياسية، تنحرف بلغة القرآن والإنجيل إلى شؤون دنيوية ودونية… وبهذا الإنحراف تحولنا من القتال في سبيل الله، إلى «التقاتل» باسم الله.

هامش:
«الشقيق» جاء يشق الطريق إلى شق العائلة والطائفة.
إنها اللعنة، التي تلاحق أهل السنة منذ أن غاب الشيخ سعد الحاضر وهو غائب… وبعد أن حضر الشيخ بهاء الغائب حتى في الحضور.
وليد الحسيني

التعليقات (0)
إضافة تعليق