هذا أوان الرد… وحان لصوت الصفعات المتبادلة أن يرتفع… ولصراخ الصواريخ أن يشتد… وللانتقام أن يشفى من الإنتظار.
بدأنا… فهل اكتفينا وانتهينا… أم أن للرد تتمة؟.
التهويلات ما زالت سارية المفعول… وما زالت الساحات ملأى بالمحاربين… والمخازن تفيض بالسلاح والمسيرات.
ولكن… وفي الـ «ولكن» تكمن دائماً المخارج.
حتما وحكماً ستسيطر الحكمة مجدداً… وسنعود قدر الممكن إلى قواعد الإشتباك المتحركة مدّاً وجزراً.
ولأن القضية الفلسطينية طويلة العمر، فلا مفرّ من أن يسكن الصمت «الساحات المتوحدة»… ولا بد أن تصحو فلسطين من بطولات «طوفان الأقصى» لتجد أن استمرار الإبحار في عمق الأزمنة المقبلة هو المتاح الوحيد لها.
ولأن الوعد بالتحرير مؤجل بتأجيل إزالة إسرائيل، فإن الوعد الذي نستطيع تحقيقه، كي نبقي على بقية من صدق، هو وعد الواعدين بالصلاة في المسجد الأقصى، بإصدار فتوى تجيز «صلاة الغائب»، قياساً على إجازة التيمم عند فقدان ماء الوضوء.
ولأننا شخنا ونحن نقترب من فلسطين، ولأنها شاخت وهي تبتعد عنا، ومع أن أي حديث خارج الحدث الأعظم، في غزة وجنوب لبنان، يشكل خروجاً عن تعاليم المهنة الصحفية، فإن تحول الأحداث إلى لغز دولي وإلى سر من أسرار النيات المبيتة لتمزيق الأمة العربية، فمن الأفضل أن نعرف حدود معرفتنا ونقف عندها سرداً وعرضاً.
ومما يستوجب السرد والعرض، أن حكومة العدو الإسرائيلي أصبحت قبل الصبح واجتمعت لمتابعة الضربات المفاجئة بينها وبين حزب الله. في حين أن الحكومة اللبنانية تابعت شخيرها، ولم توقظها غارة إسرائيلية ولا كاتيوشات حزب الله، إلا بعد أن حان موعد «الكرواسان والعصير».
ولأن لبنان أعجوبة العجائب، فإن آخر عجائبه ثبتت بتحول جبران باسيل إلى «عزرائيل السياسية» منتزعاً أرواح الكفرة بسلطاته وسلطانه.
أعجوبة لبنانية أخرى، تتمثل في الغزل، الذي يرتقي إلى مرتبة الدجل، في كيل المدائح لحاكم مصرف لبنان بالإنابة.
لقد نجح في تحويل المصرف المركزي إلى «دكانة صيرفة» يشتري الدولار ويبيع الليرة المهدورة قيمتها. ويزعم أنه زاد في احتياطيه بمنع الدولار عن الدواء والغذاء والكهرباء… وحجته حماية أموال المودعين… إلى أن يودّعوا وأحفادهم لبنان موتاً أو هجرة!.
والأعجوبة الأكثر رواجاً، أن السياسيين في لبنان يعتبرون أنفسهم ملائكة… وينسون أن إبليس هو ملاك أيضاً.
وللأعاجيب بقية… إذا بقي عمر للبنان.
وليد الحسيني