كتب عوني الكعكي:
منذ أكثر من شهر… كتبنا في هذه الزاوية مقالات عدة عن سقوط مشروع ولاية الفقيه… وحددنا الأسباب الموجبة لهذا السقوط.
واليوم وبعد سقوط مشروع ولاية الفقيه في سوريا، سقوطاً لم يكن أحد يتصوّر أن يكون بهذه السرعة.. إذ خلال 8 أيام سقطت سوريا بأكملها في يد شعبها المعارض لسياسة الرئيس السابق بشار الأسد، الذي وضع سوريا في محور ولاية الفقيه، والذي عمل منذ تسلمه الحكم عام 2000 الى وضع «كل بيضاته» كما يُقال، في سلة ولاية الفقيه.. تاركاً إخوانه العرب، وأدار ظهره للعروبة… وكلنا نتذكر في إحدى القمم العربية، ظنّ الرئيس الهارب نفسه أنه «سوبر رئيس»، وأخذ يعطي الدروس للرؤساء، ظناً منه أنه أستاذ يلقي محاضرة على تلاميذه… بل أكثر من ذلك، شبه الرؤساء بأشباه الرجال، وكانت هذه سقطة العمر…
وكما قلنا… ترك بشار «أهله» العرب وذهب الى «الفرس» ظناً منه أن هذا الموقف أفضل لاستقرار وبقاء نظامه.. فكانت النتيجة عكس ما كان يراهن عليه، ويكفي أن «المعارضات» دخلت الى العاصمة دمشق من دون ضربة كف واحد.
وهكذا انتهى عهد ولاية الفقيه في سوريا.. وبالأخص زوال المظاهر المستفزة التي كان يمارسها النظام ومعه الحرس الثوري الإيراني بأهل سوريا.. خصوصاً ان أغلبية السكان في سوريا هم: 80% من أهل السنّة و10% مسيحيين و10% علويين وإسماعيليين.
كذلك، فإنّ الفظائع التي ارتكبها نظام بشار بالشعب السوري المظلوم، من قتل وتعذيب شاهدة على ذلك، ويكفي أن عدد الذين قتلهم «النظام» كانوا أكثر من مليون مواطن سوري، ذنبهم الوحيد أنهم يطالبون بانتخابات حرّة ودستور جديد وإطلاق الحريات.. كما هجّر النظام 12 مليون سوري آخرين.
اليوم، جاءت الحقيقة وبدأ الشعب السوري بإعادة بناء سوريا، وهذا يجب أن يكون درساً للحكام في العالم. لأنّ أي نظام يقمع أو يهدّد أو يمارس الظلم على شعبه، لا بد من أن يأتي اليوم الذي يحاسبه الشعب ويسقطه مهما طال الزمن.
وبعد سقوط النظام في سوريا ومعه مشروع ولاية الفقيه، جاء الدور لإيران التي تعاني من الفقر والحاجة والظلم لأنّ مشروعها الساقط منذ اليوم الأول حان وقت إسقاطه نهائياً الآن.
والدليل على ما أقول: ما جاء على لسان عضو مجلس الشيوخ الجمهوري تيد كروز حين أكد أن التغيير سيصل الى إيران قريباً جداً… وكان كروز يتحدث أمام جمهور من المعارضة الإيرانية تحلّقوا حوله.
بدأ كروز كلمته بالقول: من الروعة أن ألتقي مثل هذا العدد من الأصدقاء الرائعين.
دعوني أقول لكم -وبكل ثقة- إنّ التغيير الذي بدأ هناك في سوريا قادم لا محالة الى بلدكم إيران.
ففي نهاية عهد دونالد ترامب كانت إيران تبيع ما يقارب الـ300 ألف برميل من النفط يومياً.. ثم بدأ هذا العدد بالانخفاض… عندما كانت العقوبات على صادرات النفط سارية المفعول. ولكن مع مجيء جو بايدن، عكست إدارته تلك السياسات من خلال عمليات التساهل والإرضاء. إذ توقفت عن تنفيذ العقوبات التي فرضت على تصدير النفط الإيراني، التي وضعتها إدارة ترامب. ونتيجة لتلك السياسة ارتفعت مبيعات النفط الإيرانية من 300 ألف برميل يومياً الى 2 مليون برميل في اليوم الواحد، وهذا ما تسبب في زيادة دخل إيران مائة مليون دولار، وهي مبالغ حولتها إيران لمساعدة جماعاتها… إذ تدفقت الأموال لتمويل «حماس» وحزب الله والميليشيات التابعة لها.
وهنا، أود القول والتأكيد: تلك العقوبات النفطية ستعود حتماً، وآية الله في حالة من الذعر، لأنّ الإيرادات على وشك الانتهاء. لقد كنت أقول دائماً ومنذ زمن طويل، وأنادي بتغيير النظام في إيران…
إيران ليست قوية الآن، انها ضعيفة، وحكامها خائفون جداً. واليوم أقول: سيسقط آية الله… وسيسقط الملالي… وسنرى الحرية هناك… وستكون هناك انتخابات ديمقراطية وحرّة في إيران قريباً.
لقد عانى الشعب الإيراني كثيراً من هذا النظام الجائر والمستبد.. كل الأمور توحي بأنّ أذرع إيران انهارت بشكل كامل.. لقد ضعفت «حماس»، وانهار حزب الله وتداعت قوته، وسقط بشار الأسد.
وإن كان أحد يشك بهذا القول، أجيب: اسألوا بشار الأسد أين هو اليوم؟
وكلاء إيران في المنطقة انهاروا.. والولايات المتحدة هي الضامن. وأحب أن أقول بصراحة: حين يكون الرئيس الأميركي ضعيفاً وإدارته متساهلة، تكون المواقف الأميركية «رخوة» ومتساهلة. اما إذا كان الرئيس قوياً، وإدارته قوية، فإنّ كلمتها مسموعة وستفرض ما تريد في وجه أعدائها.
أضاف: سأنهي كلمتي كما بدأت.. التغيير في إيران قادم قريباً… بل قريباً جداً… فانتظروه.
فهل يتحقق قول كروز؟ كل الدلائل توحي بذلك.