رغم الظروف الجوية السيئة وهطول الأمطار الغزيرة، التي اغرقت من جديد خيام النازحين والقاطنين في المناطق المدمرة، إلا أن قوات الاحتلال واصلت هجماتها الدامية على قطاع غزة، ونفذت عمليات قصف طالت منازل ومناطق النزوح القسري، وأسقطت عشرات الضحايا، في الوقت الذي واصل فيه سكان حي الشجاعية عمليات النزوح القسري، بعد إنذارات إسرائيلية لهم، لبدء جيش الاحتلال عملية برية في ذلك الحي الواقع شرق مدينة غزة.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة ان الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 35 شهيدًا و 94 مصاباً خلال الـ 24 ساعة الماضية. مشيرة الى ان الاحتلال قتل ألف طبيب وممرض منذ بداية الحرب.
وترافق ذلك مع عمليات قصف جوي ومدفعي عنيف استهدفت من جديد مخيم جباليا والمناطق المجاورة له، وكذلك منطقة مشروع بيت لاهيا، حيث سمعت دوي انفجارات عالية أكثر من مرة في تلك المناطق التي يتوغل فيها جيش الاحتلال، كما أطلقت طائرات مسيّرة من نوع “كواد كوبتر” النار في محيط شارع مقبرة جباليا النزلة.
كذلك أبقت قوات الاحتلال على حصارها المحكم على مناطق شمالي القطاع، حيث لا تزال تمنع وصول المواد التموينية والطبية إلى تلك المناطق التي لا يزال يقطنها رغم عمليات التهجير القسري عشرات آلاف المواطنين، يتهددهم خطر الموت بالصواريخ الإسرائيلية أو بالجوع.
وفي مدينة غزة، استمرت الهجمات العنيفة التي أسفرت عن سقوط ضحايا. كما تواصلت عمليات النزوح القسري من حي الشجاعية شرقي المدينة، بناء على إنذارات من جيش الاحتلال، واندفع السكان بينهم أطفال ونساء وكبار في السن وهم يحملون القليل من الأمتعة، تحت زخات المطر إلى مناطق تقع في وسط وغرب المدينة، يبحثون عن مناطق لإيوائهم في هذه الظروف الجوية السيئة.
واضطرت معظم العائلات النازحة للسير على الأقدام، فيما ركب بعضهم عربات تجرها الحيوانات، في ظل افتقار وسائل النقل وارتفاع أثمان المواصلات، قاطعة مسافة تزيد عن الخمسة كيلو مترات، حتى الوصول إلى وسط وغرب المدينة.
وجاءت عمليات النزوح مع بدء منخفض جوي عميق يضرب المنطقة، والذي تسربت بسببه مياه الأمطار إلى خيام النازحين ومراكز الإيواء التي تعرضت لقصف سابق من جيش الاحتلال، وهو أمر يزيد أوضاع النازحين صعوبة.
ويواجه النازحون الجدد صعوبة كبيرة في الحصول على مكان في “مراكز الإيواء”، والتي امتلأت بالكامل خلال الأسابيع الماضية بالنازحين الذين فروا من الهجوم البري المستمر على بلدات شمال قطاع غزة، وقال أبو محمد سعد النازح من الحي عندما وصل إلى منطقة ملعب اليرموك، الذي تحول لمعسكر نازحين من الخيام “ما لقيت وسع، والمدرسة (مركز الإيواء) القريب من هان كلها نازحين من الشمال)، وأضاف “طلبوا منا النزوح (أوامر جيش الاحتلال)، وين طيب بدنا نروح”، وتحدث هذا النازح وهو رب عائلة بلسان العوائل الأخرى التي تشابه قصته، وتحدث عن صعوبات كبيرة واجهتهم في رحلة النزوح، خاصة كبار السن والأطفال، الذين اضطرت عوائلهم لتكبد مشقة حملهم هم والأمتعة، لإخراجهم من الحي.
وكان جيش الاحتلال أصدر السبت أوامر إخلاء لبلوكات 731, 732, 733, 634، حسب خارطة أعدها في أيام الحرب الأولى ، وتقع في حي الشجاعية، وأعلن أن هذه المنطقة هي “منطقة عمليات خطيرة”، وهو تحذير عادة يسبق القيام بعملية برية.
إلى ذلك، فقد هاجمت قوات الاحتلال أكثر من مرة الأطراف الشرقية والجنوبية لحي الزيتون المجاور، بالقصف المدفعي وإطلاق النار من الآليات المتوغلة في المحيط، كما هاجمت الأطراف الجنوبية لحي الصبرة، انطلاقا من منطقة التوغل البري في محيط “محور نتساريم”.
في الموازاة، استمرت الهجمات العنيفة على مناطق وسط القطاع، وترافقت الهجمات الدامية مع قصف عنيف استهدف المناطق الشمالية والغربية لمخيم النصيرات، وكذلك المناطق الملاصقة لـ “محور نتساريم” من الجهة الغربية.
أما في جنوب قطاع غزة، فقد شهدت البلدات الواقعة شرق مدينة خان يونس لقصف مدفعي طال بلدات عبسان والقرارة وبني سهيلا، وأطلقت آليات الاحتلال الرصاص بشكل كثيف تجاه منطقة دوار التحلية ومنطقة معن شرق المدينة.
كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي مناطق التوغل البري الواقعة وسط وشرقي مدينة رفح، فيما أطلقت مروحيات حربية النار على الأحياء الغربية للمدينة.
وأعلنت المقاومة انها قتلت وجرحت 10 جنود في اشتباك شرق رفح.
وفي شمال القطاع قصفت ”حماس” مقر قيادة وسيطرة العدو في نطقة الشوام بقذائف الهاون. كما استهدفت مع كتائب جهاد احمد جبريل مواقع العدو في نتساريم. واعلن العدو اعتراض صاروخين باتجاه مستوطنة العين الثالثة وكيسوفيم.