بجدية غير مسبوقة دخلت واشنطن على خط المفاوضات لوقف النار بين لبنان واسرائيل. ارسلت مبعوثها اموس هوكشتاين حاملا مقترحا يشبه في جانب منه ذاك الذي اعدته لغزة لجهة هدنة الـ21 يوماً تمهيدا لاتفاق على وقف دائم للنار تتطلع الادارة الحالية لارسائه قبل موعد الانتخابات الرئاسية بعد اسبوع. مفاوضات ليست ايران بعيدة منها ولا لبنان ممثلا بالرئيس نجيب ميقاتي الذي تبلغ الاقتراح الاميركي خلال اجتماعه مع وزير الخارجية انتوني بلينكن.
وفي انتظار ما اسفرت محادثات هوكشتاين في تل ابيب امس، وما اذا كانت سنتتهي بموافقة اسرائيلية على وقف للنار في لبنان، تستتبعها زيارات للموفدين القطري فهد بن جاسم والفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، تحركت الدبلوماسية اللبنانية على الساحة العالمية، للحث على التوصل الى هدنة مع تعهد بتطبيق القرار 1701 كاملاً.
بوحبيب قلق
في السياق، أكّد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب خلال مشاركته في إفتتاح اعمال الدورة التاسعة على المستوى الوزراري لاعمال الاتحاد من اجل المتوسط في مدينة برشلونة – اسبانيا، أنّ “أكثر ما يقلقنا في لبنان هو الفتنة الداخلية مع توسع الاحتكاكات بين النازحين وسكان المناطق التي نزحوا إليها”، مشدداً على أنّ “إذا لم تتوقف الحرب فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية”. وطالب بوحبيب بِـ”دعمكم ومساعدتكم لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته بصورة متوازنة من الطرفين وتعزيز قدراتنا الدفاعية”، مشيراً إلى ان “لبنان يريد العيش مع محيطه المتوسطي بأمان وسلام والتأسيس لشراكة قائمة على العدل والمساواة”.
حشد دعم وشكوى
وفي وقت قدم لبنان شكوى امام مجلس الامن بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على الصحافيين، سجلت سلسلة اجتماعات للبعثات اللبنانية في الخارج لحشد الدعم الدبلوماسي والانساني لمساعدة لبنان. كما قدّمت وزارة الخارجية والمغتربين، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت صحافيين ومنشآت إعلامية، في حاصبيا جنوب لبنان وفي منطقة الأوزاعي، والتي أدت الى مقتل المصورَين وسام قاسم وغسان نجار، والتقني محمد رضا، بالإضافة إلى إصابة عدد من الصحافيين والمصورين.
غارات
في الغضون، تواصل القصف الاسرائيلي على المناطق والقرى اللبنانية، متنقلا بين الجنوب، حيث كانت الحصة الاكبر لصور اليوم،اثر انذارات اسرائيلية، والبقاع، حاصدا قتلى وجرحى. و اصدرت قيادة الجيش بيانا قالت فيه “استهدف العدو الإسرائيلي في سياق عدوانه المستمر على لبنان جرافة للجيش أثناء عملها على فتح طريق قالويه- كفردونين في الجنوب، ما أدى إلى إصابة أحد العناصر”. وسقط 7 شهداء و 17 جريحا في غارة اسرائيلية على مبنى في حي الرمل في صور. واستهدفت غارتان محيط تلة علي الطاهر شرقي النبطية الفوقا. وتم قبل الظهر إنتشال جثامين 5 شهداء من تحت أنقاض منازل في بلدة شقرا بعد تعرضه لغارات خلال الأسبوع الماضي. واستهدفت غارة منزلا في الحلانية بقاعا تسببت بوقوع 4 اصابات في حصيلة اولية.
ايضا، استهدفت غارة بواسطة مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق عام عاريا. وفي وقت افيد عن اصابة شخص، سجل تضرر عدد من السيارات التي كانت تمرّ في المحلّة.
الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا بقذائف المدفعية تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة، وكذلك قصفوا مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية. وقال: استهدفنا تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة العمرا غرب الوزاني بصلية صاروخية. كما أعلن “حزب الله” عن استهداف شركة يوديفات للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا بمسيرة انقضاضية.كما استهدف على دفعتين تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت بصليتين صاروخيتين… من جانبه، اعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 7 ضباط وجنود في معارك جنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.
بري يتابع: واذ يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس مبدئيا، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري ملف النازحين، وأجرى سلسلة إتصالات للاطمئنان على أوضاعهم، مشددا على “وجوب الإسراع في تأمين كافة المستلزمات والإحتياجات لهم. كما اتصل بري برئيس بلدية صور حسن دبوق وإطلع منه على الوضع في المدينة على خلفية التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بقصف عدد من أحيائها . وفي النشاط، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، النائب فريد الخازن، حيث تم عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين ولشؤون تشريعية. وبعد اللقاء، أثنى الخازن على “الجهود التي يبذلها الرئيس بري مع الأطراف الإقليمية والدولية لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار”، مشددا على “أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة وحماية أمن لبنان وسيادته”.
ونقل الخازن عن الرئيس بري تقديره “لأهمية الإحتضان الوطني الذي يلقاه النازحون في مناطق النزوح”.