لم تحل برودة الطقس الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام، ولا عطلة الاعياد الممتدة حتى نهاية الاسبوع الجاري دون تزخيم الحراك المحلي والخارجي حول ملفين اساسيين، الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النار، وقد باتت تتهدد هيبة الدولة، والاستحقاق الرئاسي، وقد ارتفع منسوب الضغط الخارجي لانتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني المقبل.
الحركة الرئاسية نشطة خاصة في الكواليس، وهي حركة محلية لكن شقّها الابرز، دولي. ففي وقت يرتقب ان يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان السبت المقبل بيروت على أن يسبقه، كما يرجح، قبل يومين، مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان، ويليه مطلع الاسبوع المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، وربما ايضا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، بدأ وزيرا الدفاع سيباستيان ليكورنو والخارجية جان نويل بارو الفرنسيان زيارة الى لبنان لتمضية العطلة مع الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل،تستمرحتى الأربعاء 1 كانون الثاني. وسيعقد الوزيران ثلاثة اجتماعات مع ممثل فرنسا في “آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان” الجنرال غيوم بونشين، وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد غابي لاوندوس، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقبل ليلة رأس السنة، سيحضر الوزيران، في مخيم دير كيفا، انطلاق دورية مشتركة لآليات مدرعة من اليونيفيل والجيش اللبناني، فضلا عن تقديم سرب استطلاع ومجموعة نقل وبطارية كوبرا (يسمح رادار قياس المسار بتحديد موقع البطاريات المتعارضة في الوقت الفعلي على مسافة تصل إلى 40 كم). وسيحضر الوزيران مراسم إحياء ذكرى أحد جنود حفظ سلام الفرنسيين الذي توفي يوم الجمعة 15 تشرين الثاني 2024، خلال تعرض دورية لـ”اليونيفيل” لحادث سير على الطريق الساحلي، بالقرب من بلدة شمع.
أزعور
على الضفة الرئاسية، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي صباحا الوزير السابق جهاد أزعور، وكانت مناسبة للتهنئة بالاعياد. وغادر أزعور الصرح البطريركي مكتفيا بعبارة “زيارة معايدة وانا ما بحكي سياسة ببكركي.
المنظومة اللعينة
في المواقف، وفي وقت يتوقع ان تعلن معراب موقفها الرئاسي مطلع الاسبوع المقبل، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “المنظومة لعينة ولعينة جداً، وهي لا تزال متماسكة، وإذا ما أردنا توصيفها اليوم، فهي كمثل أناس في الصحراء على شفير الموت يتمسكون بالحياة بكل قوتهم، هذه هي طبيعة المنظومة”.