يوسف فارس
فيما يتفق المتابعون للملف الرئاسي على صعوبة بناء التوافق المطلوب بين التناقضات الداخلية لاتمام الاستحقاق في جلسة التاسع من كانون الجاري ،تفيد المعطيات ان ذلك قد لا يكون ميسرا ربطا بالتعقيدات الداخلية القائمة وعدم تراجع بعض الأطراف عن مواقفها وشروطها المانعة لانتخاب رئيس للجمهورية ، بناء على هذا الوضع من الصعوبة بمكان ان تتمكن القوى الداخلية من حسم هذا الملف إيجابا ، علما ان مجرى الاستحقاق الرئاسي غالبا ما كانت تحدده رياح خارجية تدفع به بقوة الى الامام . بمعنى ادق هذا الامر بات يتطلب دفعا خارجيا فاعلا لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد خصوصا من قبل الاميركيين والفرنسيين .
الحركة الداخلية توازيها مشاورات على غير صعيد خارجي. في هذا الاطار جرى تواصل مباشر مع الاميركيين الذين اكدوا انهم يريدون رئيسا في التاسع من كانون الثاني ويدعمون ما يتفق عليه اللبنانيون وكذلك مع القطريين الحاضرين بزخم وبشكل مباشر في الملف الرئاسي كعامل مساعد على التوافق بين الأطراف. كما ان التواصل شبه دائم او بالأحرى شبه يومي مع الفرنسيين، والرئيس ايمانويل ماكرون منخرط شخصيا في حركة الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين لدفعهم الى انجاز الانتخابات الرئاسية .
عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية يقول لـ”المركزية” في السياق ان هناك دفعا خارجيا كبيرا لتكون جلسة التاسع من كانون الثاني منتجة وتنتخب رئيسا للجمهورية ان لم يكن بالغالبية أي بأصوات تتعدى الثلثين اقله بالأكثرية وما يقارب السبعين نائبا لتمكين العهد الجديد من الانطلاق بزخم مقبول لمعالجة المشكلات على كثرتها وصعوبتها. ولعل كثرة الموفدين من عرب وأجانب هو ما يؤشر الى هذا الدفع . هناك من وصل مثل القطري والفرنسي ومن سيصل كالسعودي والأميركي إضافة الى موفدين اخرين .هذا بالطبع عدا الحركة الداخلية للكتل النيابية والقوى السياسية والحزبية التي نشطت وستتفعل اكثر فأكثر كلما اقتربنا من موعد اجراء الاستحقاق.
ويشير ردا على سؤال الى ان بورصة المرشحين تتأرجح صعودا ونزولا ففي حين تتراجع اسهم قائد الجيش العماد جوزف عون كون انتخابه يتطلب تعديلا دستوريا يلاحظ ارتفاع حظوظ رئيس جهاز الامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري والنائب نعمة افرام .علما ان نظرية اذا كان الرئيس العتيد مما يسمى معارضة سوف يكون رئيس الحكومة الجديدة من الموالاة تترسخ اكثر فاكثر لاستكمال الشراكة الوطنية وعدم تغييب تمثيل احد .
ويختم عطية متخوفا من تطورات امنية قد تستجد في اللحظات الأخيرة لتعطيل الانتخابات الرئاسية كون العوامل الإقليمية التي أدت للحرب على لبنان لا تزال موجودة وتتفاعل يوميا.