الشرق – لفت رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع، في كلمته خلال القداس الاحتفالي الذي دعت إليه «القوات اللبنانية»، في «ذكرى شهداء «القوات»»، في معراب، الى اننا» نواجه واحدًا من أصعب وأخطر الأوضاعِ التي مررنا بها في تاريخنا». وقال : نحن نتعرّض حاليًا لأسوأ وأبشع خطة ومحاولة لترويضنا وتركيعنا وإنهاكنا وإفراغ وجودنا من مضمونه وتغيير وجهه ووجهته، وشلّ دولتنا وتخريب مؤسساتها». وأشار إلى أنّ «ردّة فعلنا الأولى والأساسية وبعد إدراكنا لما يُخطَّط لنا، هي أن نكون أكثر صلابة من أيّ وقت مضى، أكثر تصميمًا من أيّ وقت مضى، أكثر نشاطًا من أيّ وقت مضى وأكثر عطاء لنقضي على هذا السواد، متذكّرين دائمًا بأنّ النور على صغره ونعومته يبدّد العتمة بلمح البصر ويقتلعها من جذورها».
وشدد على أنّه «لا يعتقدنّ أحد بأنّ الأمور في لبنان انتهت إلى ما نحن فيه في الوقت الحاضر، وبأنّه حُكِمَ علينا أن نعيش الوضع الحاليّ إلى ما لا نهاية. إنّ الوضع الذي نحن فيه في الوقت الحاضر لا يعبّر إطلاقًا عن الحقائق المجتمعيّة التاريخيّة الفعليّة للبنان، بل هو نتاج تراكمات سلبية على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة من تاريخنا، بفعل عهد الوصاية بالدرجة الأُولى، وبفعل تسلّط دولتين، إيران والنظام السوريّ، على أمور وشؤون لبنان واللبنانيين بالدرجة الثانية وحتّى الساعة، وبفعل انجرار بعض الداخل اللبناني مع المحور التوسّعي الممانعِ الذي اجتاح المنطقة بأكملها في العقود الأخيرة، وبفعل بعض المجموعات السياسية الداخلية الفاسدة، المتواطئة، والتي لم يكن همّها في كل المراحل السابقة، وحتى يومنا هذا سوى مواقعها ومصالحها الشخصية والحزبية (…)». وردّ على «الّذي يقول لنا: أصبحتم قليلي العدد»، قائلًا: «قليلو العدد، كثيرو الفعل والإنتاجِ والخدمة العامّة، كثيرو الإشعاعِ في التربية والتعليم والطّبّ والفنّ والثقافة والحضارة والاقتصاد. معتصمون دائمًا أبدًا بالوضوحِ والصلابة والاندفاعِ والمواجهة في سبيل لبنان، كلّ لبنان (…)». وذكر جعجع أنّ «كلّ من يتكلَّم بلغة الأعداد، يقول علنًا أنّه يريد تغيير الدستور. إذا كان البعض يريد تعديل الدستور فلا مانع لدينا. فلننتخب رئيسًا للجمهورية أوّلًا، وتبعًا للدستور، وبعدها نحن جاهزون، لا بل ندعو، لطاولة حوار وطنيّة فعلية،» مش مزحة متل ما عم يصير هلق»، في قصر بعبدا حيث نطرح كلّ شؤوننا وشجوننا الوطنيّة، يتركز النقاش فيها على عنوان أوحد: أي لبنان نريد؟ ونتّفق على أنّنا لن نخرج من هذا الحوار كما خرجنا من كل الحوارات السابقة، فيما البلد يواصل انهياره، ومؤسساته تتآكل، وشعبه يموت ويهاجر». واعتبر أنّه «إذا كان البعض يعتقد بأنّه في نهاية الحرب التي نمرّ بها، ومهما كانت نتائجها، فإنّ المجموعة الدولية كما العربية ستفاوض محور الممانعة بخصوص مستقبل لبنان، لأنّه الفريق المدجج بالسلاحِ، فهذا البعض هو مخطئ». وأكّد جعجع» أنّ «أحدًا لن يقبل بأن يعود الوضع في لبنان إلى ما كان عليه قبل الحرب، وأن تستمرّ الدولة في فُقدان قرارها وتفكّكها. الجميع في اليوم التالي للحرب، سيتفاوضون مع من يملك مفاتيح اليوم التالي، مفاتيح المستقبل، مع من يملك الرّؤيا والخطّة والإصلاح، لا مع الذي لا رؤية له إلّا الحرب، ولا إصلاح لديه إلّا التجارات الممنوعة والاقتصاد الرديف». وأوضح أنّ «الجميع تعب من الخطابات الرنانة والحروب المستمرة، التي أوصلت إلى اهتراء الدولة وإلى فساد مُستشرٍ، وإلى انهيار اقتصادي لم يشهد له لبنان مثيلًا، وإلى ضياع تعب وعرق الناس من خلال ضياع ودائعهم، وإلى فقر وعوَز وتعتير اجتماعي قل نظيره سابقا في لبنان، حتى بات لبنان يُصنّف، في جميع المجالات، الآخر إذا لم يكن الأخير في أسفل قائمة دول العالم مع الصومال وفنزويلا؛ بعد أن كان سويسرا الشرق». كما لفت جعجع إلى أنّ «اليوم التالي في لبنان هو لنا، «بكرا إلنا» ليس لسبب سوى لأنّنا أولاد الغد، نحمل لُغته ومفاهيمه وخططه وبرامجه منذ الآن، مُتحلّين بكلّ ما يلزم من أخلاق واستقامة وشفافيّة ومعرفة بالشيء تمكّننا من أن نصنع الغد. أمّا محور الممانعة وحلفاؤه، فرأينا ما كانت نتيجة تحكّمه بزمام الأمور، وهو لا يصلح إطلاقًا، لا هو ولا حلفاؤه، لليوم التالي، ولا يتوقَّعنّ أحد أن يكونوا هم عنوان المرحلة المقبلة». وأشار إلى أنّ «الجميع بعد نهاية هذه الحرب سيرى نفسه ملزمًا بدعم نظرتنا لقيام الدولة، لأن الجميع يُريد استقرار لبنان، الذي يشكل ضمانة للجميع في الداخل والخارج، ولأنّ الجمهورية القوية وحدها تؤمّن هذا الاستقرار، ونحن بُناة الجمهورية القوية».وعدّد أنّ «أوّل شيء يجب فعله في اليوم التالي، هو تطبيق الدستور والقوانين لقيام دولة فعلية ومؤسساتها. فلا كيان لا تحفظه دولة، ولا دولة يمكن أن تقوم خارج الدستور والقوانين، وإذا لم تفرض سطوتها على كامل ترابها وحدودها بقواها الشرعية، وإذا لم تمتلك قرار الحرب والسّلم».واكد ان الدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفقَ شُروطها وحوارها المُفتَعَل ، وطريق الرئاسة لا تمر من طريق حارة حريك .وشدّد على أنّ «الغد لنا، وأوّل أمر يجب أن نقوم به في اليوم التالي، هو إعادة النظر بكل شيء في لبنان، ما عدا حدوده ووحدته. اليوم التالي لا يمكن أن نصل إليه بالمسايرات البلهاء والمُجاملات الفارغة، وقَوْل الأشياء من دون الإشارة لشيء. رأينا الطريقة اللبنانية التقليدية بمقاربة ومعالجة الأمور إلى أين أوصلتنا. اليوم التالي يجب أن يكون يوم الصراحة ويوم الوضوح والشفافية والكلام المباشر. يجب أن يكون يوم طرح الحقائق مثل ما هي «من دون زغل ولا خُبث ولا حديث فوق الطاولة شي، ونيّة تحت الطاولة شي تاني».