تكليف نواف سلام تشكيل الحكومة والثنائي الشيعي يمتنع

ابو الغيط يجول... وعون بحث وضع الجنوب مع "الاميركيين"

السفير نواف سلام رئيس مكلف تشكيل الحكومة. إنه الانتصار الثاني للبنان الدولة. انتصارٌ لكل لبناني رفض هيمنة الدويلة ومنطق فائض القوة والاستعلاء الذي مارسه اركانها على سائر اللبنانيين طوال ثلاثة عقود. انه العهد الجديد، عهد التغيير في العمق، عهد تنفيذ خطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الواعد.عهد الانقاذ المأمول مع رئيس عازم على استنهاض الدولة وتنظيفها من رواسب منظومة المافيات بالتعاون مع رئيس حكومة يشبهه، يشهد تاريخه على نظافة كفه ولا يخجل حاضره من ماضيه.

مشهدية جديدة تؤكد تحرر لبنان من الوصايات واستعادة القرار الى الداخل اللبناني، وليس ادلّ الى ذلك من الضبابية التي خيمت على الاجواء ساعات قبل الاستشارات وحتى خلالها صباحاً، والى ان صبّت اصوات النواب لمصلحة القاضي الدولي النزيه. وعلى اساس الضبابية هذه غادر نواف سلام لبنان الى لاهاي ولم يعد اليه حتى الساعة. والى حين عودته الى بيروت وتكليفه رسميا صباح اليوم وفق المتوقع،يبقى الرهان على عدم عرقلة مسيرة تشكيل الحكومة من جانب الممانعين الذين حاولوا حينما مالت كفة الميزان لمصلحة السفير سلام التلاعب بالمشهد، على غرار ما فعلوا ابان الانتخابات الرئاسية، بطلب ارجاء موعدهم الاستشاري الى الغد، الا ان الرئيس عون رفض وتمسك بابقاء الموعد امس، فامتنع الثنائي الشيعي عن التسمية.

تكليف سلام

فبعد يوم طويل، تم الإعلان رسمياً عن اختيار القاضي نواف سلام رئيساً مكلّفا لتشكيل الحكومة بعد نيله 84 صوتًا مقابل 9 لميقاتي و35 لا تسمية، خلال الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة

وأعلن المدير العام لرئاسة الجمهوريّة أنطوان شقير، أنّ رئيس الجمهوريّة جوزاف عون أجرى الاستشارات النيابيّة ونتيجة لها استدعى القاضي نواف سلام بهدف تشكيل الحكومة وهو خارج لبنان ومن المقرّر أن يعود غدًا.

ابو الغيط

 وسط هذه الاجواء، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جولته على المسؤولين، أن مع إستكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل، مشيرا الى أننا “كلنا أمل بعهد الرئيس جوزاف عون وسألتقي به مساء هذا اليوم”. واستهل أبو الغيط لقاءاته من السراي الحكومي، وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقف النار في بعبدا

 في النشاط الرئاسي، استقبل الرئيس عون ، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وفدا عسكريا اميركيا برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. وضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين.

خلال اللقاء، قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدمه السلطات الاميركية للبنان. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعد لهذه الغاية.

وشكر الرئيس عون الجنرال كوريلا على زيارته منوها بالتعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي وضرورة تطويره.

ثم انضم الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة.

 الى ذلك، تلقى الرئيس اتصالا من امين سر دائرة الكنائس الشرقية في الفاتيكان المطران ميشال جلخ الذي هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية وتمنى له التوفيق والنجاح في قيادة لبنان الى بر الأمان والازدهار الذي يصبو اليه اللبنانيون. وكان الرئيس عون تلقى المزيد من برقيات التهنئة كان ابرزها من ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني الذي اكد حرص العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على تعزيز متانة العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.

 كذلك، تلقى رئيس الجمهورية برقيات تهنئة من كل من رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، ومديرة شؤون الاونروا في لبنان دوروثي كلاوس.

كما ابرق مهنئا كل من بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم اجمع اغناطيوس افرام الثاني، والمعتمد البطريركي في ريو دي جانيرو المطران تيودور الغندور، ورئيس مجموعة السلام العربي علي ناصر محمد وامين عام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عاطف عيد.

من جهة أخرى، إتصل الرئيس عون بلاعب كرة المضرب هادي حبيب الموجود في ملبورن في استراليا للمشاركة في بطولة استراليا المفتوحة، مهنئا إياه بعد تأهله الى الدور الثاني.

خروقات

 وفي وقت يعقد مجلس الامن جلسة لمناقشة اتفاق وقف النار، نفذت قوات الجيش الاسرائيلي قبل ظهر امس عملية تمشيط داخل الأحياء في ميس الجبل وحولا في حين عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على البحث عن جثامين شهداء في عدد من بلدات القطاع الغربي بمواكبة الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل”.

واطلق الجيش الاسرائيلي سراح مربيي نحل من بلدة شويا قضاء حاصبيا كان اقتادهما للتحقيق، بينما كانا يتفقدان قفران النحل خاصتهما في وادي خنسا في سهل الماري.

وقامت قوة إسرائيلية معززة بالدبابات والآليات بتمشيط منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل. كما قام باحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة، وسُمع حتى الآن اكثر من 15 تفجيراً محدوداً في الحي مع استمرار سماع اصوات العيارات النارية والتمشيط بوتيرة متصاعدة منذ الصباح، وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر المعادي وتحركات لآليات ودبابات وجنود اسرائيليين.