خلافا للأجواء السوداوية التي عممتها امس زيارة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين لبيروت وأوحت بأن الحرب الاسرائيلية الشاملة على لبنان قاب قوسين، وان رسالة الانذار التي نقلها للمسؤولين في لبنان هي الاخيرة، بدا امس ان نسبة التشاؤم تراجعت اذ ما زالت الامور تحت السيطرة والاجواء ايجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان وإسرائيل، على ما اشارت المعلومات امس.
لكن الايجابيات هذه لم تنسحب على الميدان، اذ يبدو أنه سيبقى المتنفس الوحيد للدولة العبرية لاستكمال مسار العمليات الامنية من استهداف مقار حزب الله وتصفية عناصره واغتيال قياداته عبر مسيّراتها في قرى وبلدات الجنوب في وتيرة يومية.
الاجواء ايجابية؟
وغداة انهاء المبعوث الاميركي محادثاته في بيروت وعودته منها الى تل ابيب، أشارت معلومات صحافية الى أن “هوكشتاين طمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى أن الأجواء إيجابية في ما يخص مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأن دولة قطر تسعى بكل جهدها لإتمام الأمر”. ولفتت المعطيات الى أن “هوكشتاين أكد أن الأمور تحت السيطرة وأن الأجواء ما زالت إيجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان وإسرائيل”.
النزوح في السراي
على صعيد آخر، تحرك أمس ملف الوجود السوري في لبنان. في السياق، رأس ميقاتي اجتماعا لبحث موضوع النازحين السوريين ظهرا في السراي، شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا وممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايسن. وتم خلال الاجتماع البحث في الخطة التي وضعتها المديرية العامة للامن العام لمعالجة ملف النازحين السوريين بما يتوافق مع الانظمة اللبنانية والقوانين الدولية ومذكرة التفاهم بين المديرية العامة للامن العام والمكتب الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الموقعة عام 2003. وقال اللواء الياس البيسري بعد الاجتماع “طلبنا مجدداً من المفوضية تزويدنا بالداتا كاملة تحت طائلة تطبيق “الخطة ب” التي أصبحت جاهزة وتحصيل الداتا بأنفسنا”.
غير شرعي
وقالت أوساط حكومية شاركت في اجتماع السراي: إذا لم تتوافر الداتا كاملة مع المعلومات المطلوبة عن النازحين فلبنان سيعتبر كل سوري وكأنه مقيم غير شرعي.
سفير قطر
من جهة ثانية، إستقبل رئيس الحكومة سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني وجرى عرض لكافة المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
مبادرة بري
رئاسيا، اعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم، أنّ مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري كانت ستؤدّي إلى انتخاب رئيس. وأوضح أنّ المبادرة كانت عبارة عن لقاء مدته القصوى أسبوع، تُبحث فيها مواصفات الرئيس التي تنطبق على واقع لبنان الحالي. وقال “كانت لتتّضح الصورة في شأن القدرة على الاتفاق على المواصفات أم لا، منذ اليومين الاولين من الحوار”. وأضاف “في حال عدم الاتفاق، يطرح كل فريق مرشّحه في صندوق الاقتراع”. الى ذلك، اشار في حديث تلفزيوني الى “أنّ الدافع لزيارة هوكشتاين إلى لبنان دعوة الإدارة الاميركية مباشرة بشخص الرئيس جو بايدن إلى القيام بذلك. وذكّر، أنّ الموفدين الذين زاروا لبنان، سابقًا، حملوا التهديدات الاسرائيلية بشنّ حرب، “فما حمله هوكشتاين من تهديد ليس بجديد”. ورأى أنّ لبنان في حرب مفتوحة مع إسرائيل وأنّ اللبنانيين جميعهم، من دون استثناء، لا يريدون حربًا. وشدّد على أنّ الولايات المتحدة الأميركية تعمل على التهدئة في المِنطقة، لأنّها تخدم مصالحها في الانتخابات الأميركية.