تصعيد حدودي وتوغل عشية انتهاء الهدنة

عُقد الوزارات السيادية والخدماتية تعرقل تشكيل الحكومة

صعدت القوات الاسرائيلية امس من وتيرة تعدياتها على أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة لالحاق الاذى اكثر في القرى الحدودية. وفيما أشارت المعلومات الى أن قوة إسرائيلية توغلت امس في بلدة الطيبة بإتجاه دير سريان، شنت مسيرة اسرائيلية غارة بين وادي خنسة والمجيدية – قضاء حاصبيا. وعمد الجيش الاسرائيلي الى نسف وتفجير عدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب وأطراف بلدة حانين في قضاء بنت جبيل. وأنهى بناء الجدار الاسمنتي بين لبنان وفلسطين المحتلة على طول الخط الأزرق من يارين إلى الضهيرة. كما قام الجيش الاسرائيلي بعمليات تفجير بين مركبا ورب ثلاثين في محيط جبل وردة. ونفّذ ثلاثة تفجيرات في القطاع الشرقي، الاول عند أطراف حولا لجهة وادي السلوقي والثاني في بلدة مركبا والثالث في بلدة الطيبة، حيث أقدم على تفجير وحرق ثمانية منازل في بلدة الطيبة والقى القنابل واطلق الرصاص بصورة مستمرة.
الجيش ينتشر
في المقابل، انجز الجيش اللبناني امس انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” بحيث تمركزت عدة اليات مدرعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولا حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقي لبلدة شبعا واستقبل اهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والارز. كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم.
60 مليونا
ليس بعيدا، اعتمد المجلس الأوروبي اليوم تدبير مساعدات ثالث في إطار آلية السلام الأوروبية بقيمة 60 مليون يورو لصالح الجيش اللبناني. يساهم التدبير بحسب بيان، في تعزيز قدرات الجيش اللبناني لتمكينه – بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 1701 – من إعادة الانتشار وتأمين الاستقرار في قطاع جنوب الليطاني والحفاظ عليه. وبذلك سيساهم هذا التدبير في حماية السكان المدنيين في المنطقة. كما سيعمل على تعزيز القدرات العملياتية للجيش اللبناني وفعاليتها للمساهمة في الأمن والاستقرار الوطنيين والإقليميين، وتالياً السماح للمدنيين النازحين على الجانبين بالعودة إلى ديارهم.
لجنة الاشراف
استقبل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده في مكتبه في اليرزة رئيس لجنة الإشراف الخماسية (Mechanism)الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers يرافقه عضو اللجنة الجنرال الفرنسي Brigadier General Guillaume Ponchin وفريق عمل اللجنة، وتناول البحث التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
المالية للثنائي
وسط هذه الاجواء، وعشية وصول وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان الى بيروت، يبدو ان اتصالات تشكيل الحكومة ليست مسهّلة كثيرا سيما وأن بعض الاطراف بدأ ينتقد أداء الرئيس المكلف نواف سلام ومنهم تكتل الاعتدال الوطني، وايضا، مع حديث نواب أمل عن حسم حقيبة المالية، للثنائي الشيعي. في السياق، كشف عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة في حديث اذاعي عن أن “حقيبة المالية حُسمت لصالح الثنائي الشيعي”، لافتا إلى أن “رئيس الحكومة نواف سلام يشكّل الحكومة في ظروف معقدة وبسرعة قياسية”.
وعلمت الشرق ان العقد التي تعرقل تشكيل الحكومة تكمن اولا في توزيع الوزارات السيادية فبعد حصول الثنائي الشيعي على المالية ، وترجيح ذهاب وزارتي الخارجية والدفاع لرئيس الجمهورية ، فان وزارة الداخلية ستكون من حصة الرئيس سلام . وهذا ما يثير اعتراض القوى المسيحية وخصوصا “القوات الللبنانية” ولديها 29 نائبا التي تريد وزارة سيادية .
كما ان الخلافات تدور حول توزيع الوزارات الخدماتية ولا سيما الاشغال والطاقة والصحة والاتصالات