يوسف فارس
الشرق – لا يبدي المتابعون للمستجدات السياسية على الساحة اللبنانية كبير اهمية لحراك سفراء دول الخماسية في لبنان وتجوالهم على القيادات السياسية والمراجع الروحية من اجل تدوير الزوايا في الملف الرئاسي الشاغر منذ سنة وخمسة اشهر وبغية تقريب الطروحات المتباعدة بالذهاب الى فكرة المرشح الثالث. وبحسب هؤلاء فان ملف انتخابات رئاسة الجمهورية مجمد في ثلاجة الانتظار الى حين انتهاء الحرب في غزة والجنوب وبدء ارساء التسويات. وبالتالي فان مساعي اليوم لا يتعدى سقفها تحضير الاجواء وتقريب وجهات النظر من غير انجاز اي اتفاق على الدعوة الى جلسة انتخابية او على اسم الرئيس المقبل. وفي رأيهم ايضا ان قرار الحرب والسلم ما عاد بيد لبنان بما فيه حزب الله الذي بات لا جدوى من الضغط عليه لتجنيب لبنان الحرب بل من الموجب ممارسة هذا الضغط على ايران واسرائيل لتحييد شبح الحرب عنه. علما ان لا ضير، من استمرار المساعي الديبلوماسية ولكن فشلها ينذر بالخطورة كون اسرائيل لن تتراجع عن توفير وضمان امن المستوطنات لشمالها كما انها لا تريد تكرار سيناريو السابع من تشرين. وتاليا فان السباق بين الحرب والديبلوماسية ما زال مستمرا.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ»المركزية»: ان الحروب مهما طالت انتهاؤها حتمي. حرب غزة ان كنا نعرف كيف ستنتهي او لا، علينا الاستعداد لما بعدها عن طريق الاستدراك او الاستكشاف لما ستكون عليه الحلول وما توجبه خصوصا بالنسبة الى لبنان الذي لا يعقل ان يبقى من دون قيادة تواكب المستجدات وتتحسب لمواجهتها في حال لم تكن لصالحه. ما يفترض ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية على مستوى المرحلة قادر على جمع اللبنانيين حوله لتوحيد كلمتهم وقرارهم في هذه الظروف الاقليمية الصعبة التي تستدعي وجود دولة كاملة السلطات والمواصفات لان استمرار الفراغ في رأس الدولة ومؤسساتها من شأنه ان يغيب لبنان عن المسرح الاقليمي الدولي الحافل بالملفات ومنها المعني بها لبنان مباشرة كحرب غزة والنازحين السوريين اللذين من شأنهما تغيير وجه المنطقة والعديد من دولها ولبنان في مقدمها. ويتابع ردا على سؤال: ان حكومة تصريف الاعمال لا تحظى بغطاء وتأييد كافة المكونات اللبنانية في وقت يسجل غياب كلي للموقف الرسمي اللبناني في المنتديات الاقليمية والدولية. ما يطرح اكثر من تخوف من ان تأتي الحلول لاحقا على حسابنا كوطن ودولة ومجتمع.
ويختم: المطلوب صحوة ضمير عاجلة من قبل القيادات والمسؤولين لان استمرار الاوضاع على حالها متروكة للاقدار يعني انتحار بلد بكامله وعندها لا ينفع الندم.