تحرّك فرنسي توازياً مع اتصالات دولية لتجنّب حرب إقليمية .. والحل بالعودة بالـ1701

كتبت تيريز القسيس صعب

الشرق – تغلي منطقة الشرق الاوسط على فوهة بركان، وتترقب الاوساط السياسية والديبلوماسية الغربية والعربية كيفية رد إيران وحلفائها على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، والمسؤول العسكري في حزب الله فؤاد شكر.

في المقابل، تتسارع الاتصالات الديبلوماسية الفاعلة على الساحة الدولية لتجنب تصعيد الوضع وانفجاره بشكل متدحرج والذي قد يؤدي إلى حرب اقليمية في المنطقة لا احد يريد دخولها او العمل لتحقيقها .

ونظرا للقلق المتزايد والذي ينذر بالاسواء، تحرك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا واجرى سلسلة اتصالات دولية وعربية وكان آخرها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، والملك الاردني عبدالله وسابقا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وأوضحت مصادر ديبلوماسية مطلعة على سير الاتصالات أن باريس قلقة جدا من تدهور الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، وقد اكد رئيسها خلال اتصالاته مع المسؤولين ان لا مصلحة لاي طرف في تاجيج حرب اقليمية في المنطقة سيما وان تداعياتها قد تكون مؤذية وقاسية على الجميع. واشار إلى أن باريس تسعى إلى إيجاد قواسم مشتركة بين المتنازعين لدرء المخاطر الكبرى، ونزع فتيل التفجير الإقليمي، وتشكيل شبكة حماية للبنان خصوصا وان لفرنسا قوة عسكرية كبيرة في الجنوب ضمن قوات الطوارئ الدولية، والتي تقدر بحوالى 700 عنصر.

 وشددت المصادر ان المخرج الوحيد لإنهاء الصراع القائم اليوم هو العودة إلى تطبيق القرار 1701 والتزام جميع الأطراف فيه، ودعم المؤسسات العسكرية والامنية لاسيما الجيش الذي له الدور الأساس والرئيسي في تنفيذ القرار 1701.

وفي الاطار عينه، ينتظر ان يقوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في زيارة الى لبنان خلال الايام المقبلة، وقد يعرج على اسرائيل ودول عربية أخرى بهدف التخفيف من وتيرة وحدة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله. فرئيس الديبلوماسية الفرنسية الذي تواصل مع نظيره الأميركي انطوني بلينكن عبرا عن قلقهما البالغ إزاء تدهور الاوضاع، ودعيا إلى ضبط النفس.

وكررت المراجع اعلاه أنه لا يمكن اطلاقا التوصل إلى اتفاق او تسوية عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية بمعزل عن إشراك الجانب الأميركي المؤثر والفاعل على الخط الاسرائيلي.

من هنا فإن التنسيق والتشاور الأميركي الفرنسي حول الوضع عند الحدود الجنوبية قائم وبقوة، وهو منطلق من إعادة تفعيل المبادرة الفرنسية ووضع آلية تفاصيل لتنفيذ القرار 1701.

يذكر ان لبنان كان قد وافق على المبادرة الفرنسية بعد ادخال بعض التعديلات الطفيفة عليها، لكنها لم تشق طريقها الى التنفيذ بسبب ربط حزب الله نفسه بوقف إطلاق النار في غزة.

وعلى خط مواز، يتحرك السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو في نفس الاتجاه ويجري اتصالات على اعلى المستويات مع المسؤولين في لبنان لتجنيب اي تصعيد محتمل في المنطقة. فالاقنية والاتصالات بين باريس ولبنان مفتوحة بشكل متواصل، ان عبر التقارير الديبلوماسية اليومية او عبر الديبلوماسيين أن في لبنان أو باريس.

ويضع مسؤول ديبلوماسي في العاصمة الفرنسية ملم ومتابع للتطورات في المنطقة هذا الحراك في إطار «الاهتمام الفرنسي الكبير بلبنان، وقلق السلطات والقيادات الفرنسية من انزلاق الاحدات والصراعات إلى نقطة لا يمكن الرجوع إليها.»

ويؤكد ردا على سؤال لـ  «الشرق» ان التسويات قادمة لا محال، وكل الأطراف المتحاربة قد تعود وتجلس على طاولة المفاوضات والتسويات. فالحل في الشرق الاوسط لا يمكن ولا يستطيع الا ان يكون حلا سياسيا وديبلوماسيا للجميع من دون استثناء وذلك عبر احترام وتنفيذ كل  القوانين والقرارات الدولية المرعية الاجراء.

 Tk6saab@hotmail.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق