تحذيرات إسرائيلية: غياب خطة “اليوم التالي” في غزة يعيدنا إلى ما قبل 7 أكتوبر.. ولسيطرة “حماس” على الضفة

حذّر ضباط كبار في جيش الاحتلال من أنه دون تحديد “اليوم التالي” في غزة، ستعود إسرائيل إلى السادس من أكتوبر، وستشهد الضفة الغربية عملية “غزونة”، في حين تؤكد مصادر صحفية عبرية أن تدمير مستشفى “كمال عدوان” يندرج ضمن مساعي تهجير شمال القطاع.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الإثنين، بالتزامن مع مقتل جندي وإصابة ضابط إسرائيليين في شمال القطاع، عن ضباط كبار في جيش الاحتلال قولهم إن “حماس” تنجح في ترميم ذاتها، رغم الضربات العسكرية التي تلقتها، فيما تبقى إسرائيل بدون إستراتيجية.

وأضافت الصحيفة: “من أجل تحقيق الهدف بإسقاط حكم حماس، ينبغي الحسم بين خيارين: نقل عصا الحكم في القطاع للسلطة الفلسطينية، أو بناء حكم عسكري، لكن نتنياهو اختار الخيار الثالث، وهو القرار بعدم اتخاذ قرار”، محذرين من أن واقع الحال في غزة سينتقل إلى الضفة الغربية في ظل عدم وجود بديل سلطوي لـ“حماس” في غزة.

وتابعت الصحيفة، في تقريرها المنشور كعنوان رئيس في عددها اليوم: “في حين أن مناطق واسعة من الشرق الأوسط قد تغيرت جداً في الشهور الأخيرة، فإن إسرائيل تبدو عالقة في بعض النقاط”.

وأضافت: “كما كان في مرحلة مبكرة من الاجتياح البري عندما حقق الجيش مكاسب مفاجئة، اليوم أيضاً تحذر جهات عليا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن فقدان الانشغال باليوم التالي في غزة سيعيدنا إلى السادس من أكتوبر”.

وتوضح الصحيفة العبرية أن هذه الجهات الأمنية العليا مطلعة على ما يجري داخل القطاع، ومؤيدة للصفقة الآن، كاملة أو جزئية.

وتنقل عنها قولها: “لا يستطيع نتنياهو القول لم أعلم، فهذه الجهات ذاتها نبّهته، ولا تزال مرة تلو مرة، وتقول له إن عدم التداول واتخاذ قرار حول إدارة القطاع والسيطرة المدنية فيه بعد الحرب سيقود إلى حالة تعيد فيها “حماس” ترميم ذاتها سلطوياً وتدير الأمور كما فعلت في الماضي”. وتضيف: “بدون خيار بديل لن يكون مناص من عودة حكم حماس، ولذا ينبغي اتخاذ قرار الآن، وقبل الصفقة. حتى بعد صفقة صغيرة ستستعيد حماس سيطرتها الكاملة. بدون قرار سنفقد منجزات الحرب، ولن نحقق أحد أهدافها: إسقاط حماس”.

وتوضح “يديعوت أحرونوت” أن هذا هو موقف مشترك لجهات قيادية في الجيش وفي “الشاباك”، منوهة أنها فهمت ما لم يفهمه المستوى السياسي، أو يرفض القبول به، وأن “حماس” رغم تدمير قدراتها العسكرية فإنها تحتفظ بقدراتها السلطوية داخل القطاع.

وتعتبر الصحيفة أن تفسير ذلك بسيط: “90% من أهالي غزة يتركزون في منطقة المواصي، حيث لا يتواجد الجيش الذي يقصف أحياناً فيها، والغزيون لا يرون جنوداً إسرائيليين، بل يرون رجالات حماس الذين يتحكمون بهم بقوة”.

ورداً على سؤال لماذا لا يثور الغزيون ضد “حماس”، تنقل الصحيفة العبرية عن ضابط إسرائيلي قوله إنه إذا حاولت حمولة التمرد فإن “حماس” ستجهز عليها، وعلانية، بيد أن هذه ليست المشكلة الأخطر، بل هناك مشكلتان أخريان: “لا توجد قيادة للتمرد، كما في سوريا على سبيل المثال، مثلما لا توجد طاقة للجمهور الغزي، والحل إسقاط حماس، لكن هذا حتى الآن مجرد شعار”.

القتل والموت بردًا وجوعًا

وفي سياق متصل، يوجّه محرر الشؤون البرلمانية في “يديعوت أحرونوت”، عاميحاي أتالي، انتقادات مطابقة لحكومة الاحتلال، ويقول اليوم إنه ليس هكذا يحاربون وينتصرون، ويعلل ذلك بالقول: “نواصل رقص التانغو مع العدو الأضعف منذ 15 شهرًا، والجيش عالق في غزة داخل دائرة مفرغة ميؤوس منها. إن الدخول إلى جباليا للمرة الثالثة يبرهن أنه دون تغيير في فهم المواجهة مع حماس لا يمكن التغلب عليها نهائيًا. نسير خطوة للأمام ونسدّد الأثمان بقتلى وجرحى، ولا أحد يعرف السبب لماذا نقوم فورًا بخطوتين للخلف… نخلي المكان ونتيح لحماس العودة، وهذا أيضًا من أجل نتقدم من جديد خطوة للأمام”! تأتي هذه الانتقادات الإسرائيلية بالتزامن مع الكشف عن قتل جندي جديد وإصابة ضابط في غزة ، بيد أن الثمن الكبير يسدده المدنيون في غزة الآن جراء القصف المتوحش والتجويع والبرد في ظل طقس عاصف بارد.

فيما تتواصل الانتقادات في العالم لاستهداف همجي لمستشفى “كمال عدوان”، تواصل صحيفة “هآرتس” العبرية التغريد خارج السرب الإسرائيلي، وتبدد الصمت على جرائم الاحتلال في القطاع، وذلك في افتتاحيتها اليوم، داعية للكف عن استهداف المستشفيات الفلسطينية. وفي تقرير آخر، تكشف “هآرتس” عن استمرار التنكيل بالأسرى الغزيين والتسبّب بقتلهم وتغييبهم عن أهاليهم، منوهة أن جيش الاحتلال يرد بالقول “لا معلومات لدينا” عند كل سؤال لعائلة فلسطينية تبحث عن ابنها الأسير، ولاحقًا يتضح إما أنه قُتل أو أُصيب أو سُجن في مكان مجهول.

التعليقات (0)
إضافة تعليق