بيان قمة الرياض: بسط سيادة الدولة وحصر السلاح بيدها

عون للعرب: اليومَ يَعودُ لبنانُ إليكُم. وهو يَنتظرُ عودَتَكُم إليهِ

في واجهة الحدث اللبناني، بقيت زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية وقد اعادت للبنان وهجه العربي وموقعه الساعي العهد الى استرجاعه من خلال مجموعة خطوات واصلاحات يعتزم الشروع بها فور العودة من قمة القاهرة حيث شارك  الرئيس في القمة العربية الاستثنائية التي تعرض للتطورات الفلسطينية والوضع اللبناني.

وكانت تحية لافتة من عون الى الاشقاء العرب في كلمته في جلسة افتتاح القمة اذ قال : تعلم لبنان ان مصالحه الوجودية هي مع محيطه العربي، وان مصالحه الحياتية هي مع العالم الحر كله، ان دوره في منطقته ان يكون وطن لقاء لا ساحة صراع، وان علة وجوده هي في صياغة الحرية وصياغة الحداثة وصناعة الفرح، فرح الحياة الحرة الكريمة السيدة المزدهرة اللامعة المنفتحة على كل ما هو جمال وحق وخير وعدل وقيم إنسانية جامعة حية.

سيادةَ الرّئيسِ، خِتامًا، كُلُّ الشّكرِ على الدّعوةِ والاستضافةِ. اليومَ يَعودُ لبنانُ إليكُم. وهو يَنتظرُ عودَتَكُم جميعًا إليهِ غدًا. 

زيارة الرياض وما رافقها من حفاوة وصدر عنها من مواقف، شغلت اللبنانيين امس لاسيما من يتطلعون منهم الى اعادة بناء الدولة القوية، وقد سرّهم ما ورد في البيان المشترك من تأكيد على بسط الدولة سيادتها وحصر السلاح بيدها ودور الجيش واهمية دعمه. مواقف لا بد ستلقى ترجمة فعلية من خلال الدعم العربي الموعود في زيارة رسمية سيجريها الرئيس عون الى الرياض مجدداً حيث سيوقع اتفاقات في مختلف المجالات، تليها زيارة لولي العهد الى بيروت تلبية لدعوة وجهها اليه الرئيس عون.

حصر السلاح

 في السياق، أكدت المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية، أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية. كما أكدا أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية. جاء ذلك في البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة الرئيس عون للمملكة، في ما يلي نصه: بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وانطلاقًا من العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية بينهما، قام فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون بزيارة رسمية بتاريخ 3 رمضان 1446هـ الموافق 3 مارس 2025م. استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون، في قصر اليمامة بالرياض، ونقل سموه إلى فخامته تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته لفخامته موفور الصحة والعافية، وللجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والرقي، وطلب فخامته من سمو ولي العهد نقل تحياته وأصدق تمنياته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بدوام الصحة والعافية، وللشعب السعودي الشقيق النماء والرخاء. وعقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات كافة، وأن لبنان عضو أصيل في المنظومة العربية، وأن علاقاته العربية هي الضمانة لأمنه واستقراره. وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وأكد الجانبان أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا الهامة على الساحتين الإقليمية والدولية. واتفق الجانبان على البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية. وأكد الجانبان أهمية تطبيق ما جاء في خطاب القسم الرئاسي الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون بعد انتخابه وأعلن فيه رؤيته للبنان واستقراره، ومضامين البيان الوزاري. كما أكدا أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية. واتفق الجانبان على ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحالية، والبدء في الإصلاحات المطلوبة دوليًا وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين الملزمة.

برقية عون: بدوره، شكر الرئيس عون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأرسل له برقية بعد المغادرة، جاء فيها “أشكركم على الحفاوة التي لقيتها، والتي تعكس عمق ما يربط لبنان بالمملكة من علاقات اخوية متجذرة عبر التاريخ. لقد أرست محادثاتنا الأسس الصلبة لمرحلة جديدة من العلاقات توافقنا على تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة”. وأضاف في البرقية: “أتمنى أن تنقلوا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عميق تقدير اللبنانيين لمواقفه التاريخية تجاه لبنان وشعبه، متطلعاً إلى لقاء قريب مع سموكم لاستكمال البحث في المواضيع التي تحدثنا بها”.

جلسة وزارية: في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء أول جلسة عملية له في الحادية عشرة قبل ظهر الخميس المقبل في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها 25 بندًا، أبرزها ما يتعلق بموضوع موازنة 2025 التي أقرتها الحكومة السابقة ورفعتها إلى مجلس النواب الذي لم يناقشها، وأيضًا موضوع تعيين سفراء من خارج الملاك في السلك الخارجي في الوزارة، إضافة إلى أمور تنظيمية منها رحلات سفر إلى الخارج.