يولا هاشم
الشرق – بعد الخرق في أجهزة الـ»بايجرز» التابعة لـ «حزب الله» امس الاول وانفجار اجهزة الاتصال اللاسلكية امس. وسقوط عشرات الشهداء والاف الجرحى، اضافة الى اضرار وحرائق داخل منازل وسيارات، في تصعيد إسرائيليّ سدد ضربة موجعة لـ»الحزب» على مساحة لبنان وصولا الى سوريا، تكثفت التساؤلات وارتفاع منسوب الهواجس والخوف مما اذا كان ما جرى فتح ابواب الحرب الشاملة على لبنان والمنطقة، خصوصا اذا قررت ايران وحزب الله الرد بالمثل. فما هي نتائج وتداعيات هذه الأحداث على لبنان والمنطقةوهل تؤسس حقيقة للحرب؟ الوزير السابق فارس بويز يعرب عبر «المركزية» عن «خشيته من ان تكون عمليات التفجير مقدمة لعمل عسكري اوسع، من خلال تعطيل قدرات المقاومة، إفساحاً في المجال أمام عدوان أكبر وأشمل. وهذا ما توحي به سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تهدف أولاً وأساساً إلى تعطيل وتخريب المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وايران، وبالتالي عدم السماح باتفاق يُبعِد الولايات المتحدة عن حرب مباشرة مع ايران. فهو يسعى الى توريط واشنطن بحرب كهذه، وذلك منعاً من الوصول إلى تفاهم أميركي – ايراني قبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن. فلبنان وفلسطين والضفة الغربية وغزة تشكّل ساحات هذا المشروع. من هذا المنطلق، أخشى بألا يتوقف نتنياهو عن الاعتداء وان تكون الحلقة التي شهدناها ليست إلا مقدمة لاعتداء شامل». وعن أهمية انتخاب رئيس لتحصين وحماية لبنان، يجيب بويز: «لا يجوز في هذا المناخ الاقليمي المتفجر ان يبقى لبنان يعاني من فراغ في مؤسساته الدستورية، التي ان لم تكن قادرة على حمايته كليا، على الأقل تقلل الأضرار. فمن غير الطبيعي على الإطلاق بألا يكون لنا رئيس في ظل هذه الاوضاع الخطيرة والتي قد تحدّد المستقبل، ومن غير المعقول ان نواجهها بالغياب عن الساحة السياسية او الإقليمية». وعمّا إذا كانت جهود اللجنة «الخماسية» ستُثمر، يقول: «عمل الخماسية لا يمكن إلا ان يكون مساعدا، فهي لم تطرح ولن تفرض أسماء، وليس لديها اسماء مرشحين، بل هي هنا من أجل مساعدة الافرقاء في لبنان للوصول إلى حلول وتفاهمات بين بعضهم البعض. يبقى القرار عند هذه القوى الداخلية، التي إن لم تدرك خطورة الوضع وضرورة الوصول الى حلول بشأن ملء الفراغات على كافة المستويات، بدءا برئاسة الجمهورية مروراً بحكومة جديدة وصولاً إلى قيادة الجيش والأجهزة الأمنية وغيرها، فهذا لن يجعل الخماسية تنجح في ظل اللامبالاة واللامسؤولية التي نشهدها». ويختم: «أما في النتيجة، ان كان لكل فريق في لبنان قدرة على رفض مرشح يعتبره معادٍ له، فلا قدرة لأي فريق على الاتيان برئيس لوحده دون التفاهم مع باقي الفرقاء. هذا هو الواقع الرقمي في تعداد الأصوات والواقع السياسي الذي يفرض تفاهماً حول الرئيس. ومن هنا كيفما دارت الامور واينما ذهبت، لا بدّ من حصول توافق حول شخص يستطيع إعادة توحيد الكلمة والموقف وإعادة بناء المؤسسات، ويشكل بالنسبة للجميع على الأقل حلاً مقبولا وعدم هزيمة. وكلما أسرعنا في إنجاز هذا الاستحقاق، تفادينا مزيدا من الأضرار والمخاطر نتيجة الأوضاع الإقليمية الاستثنائية».