كتب عوني الكعكي:
لا شك أن مشروع ولاية الفقيه الذي تحدثنا عنه أكثر من مرة، نجح في تدمير الجيش العراقي، وهي المهمة الأولى التي أُنشئ نظام ولاية الفقيه من أجله، حين رفض شاه إيران أن يقوم بقصف الجيش العراقي تأديباً له، لأنه منع إسرائيل من احتلال دمشق. فكان مخطط كيسنجر أن يأتي بآية الله الخميني الذي كان هارباً من الشاه، ومقيماً في النجف ثم الى باريس، وأعطي منزلاً استأجرته له المخابرات الاميركية الـCIA. وهناك بدأ الاستعداد للتحضير لمشروع الفتنة بين أهل السنّة وبين الشيعة.. وخلال فترة قصيرة وبدعم غير محدود من أميركا، أصبح آية الله الخميني الرقم الصعب، بسبب الكاسيت والخطاب التحريضي على أهل السنّة، ونظرية التشييع فوق كل اعتبار… عاد آية الله الخميني الى طهران وغادر الشاه مرغماً ولم يستقبله أحد إلاّ رئيس مصر أنور السادات الذي أعطاه قصر القبة ليقيم فيه.. ومات هناك بسبب إصابته بمرض عضال.
أول عمل قام به الخميني حربه على العراق. إذ شنّ حرباً ضد العراق لمدة 8 سنوات، دُمّر خلالها الجيشان العراقي والإيراني، وتكبّد كل فريق 1000 مليار دولار خسائر مادية.
ارتكب صدّام حسين أكبر غلطة في التاريخ يوم احتل الكويت عام 1990. هنا تدخلت أميركا بطلب من الملك فهد الذي قال للرئيس جورج بوش: لا يهمني كم تكلف عملية تحرير الكويت، فأنا مستعد أن أدفع لك أي مبلغ تريده… وبالفعل خلال أشهر قليلة، حُرّرت الكويت، ودُمّر ما تبقى من الجيش العراقي بعد حربه مع إيران… وكانت هذه المهمة الأولى التي أنجزها مشروع ولاية الفقيه.
المصيبة الثانية، أنه ومنذ عملية احتلال الكويت حتى الاجتياح الذي قام به الجيش الأميركي لتحرير الكويت قُضي على ما تبقى من الجيش العراقي.
فتحققت المهمة الأولى لمشروع ولاية الفقيه، وهي تدمير الجيش العراقي… فكان لا بد من تدمير الجيش السوري أيضاً، وهذا هو الهدف الثاني لمشروع ولاية الفقيه.. فنتيجة دعم «الحزب العظيم». وكي يتم تدمير سوريا، كان لا بد من افتعال حرب مع إسرائيل معروفة نتائجها سلفاً. ولكن الأهم تدمير الجيش السوري، وبوصول الرئيس الهارب بشار الأسد الى الحكم، وبسبب جهله، وعدم رجاحة عقله.. تمكنت إيران من توريطه بدءاً بالمفاعل النووي الذي دمر عام 2007، وعندما بدأت الثورة الشعبية ضد النظام، ولعدة أسباب، كان أهمها فشل الرئيس الهارب في حكم سوريا.. لأنّ حكم سوريا أكبر منه، فتاريخياً بات معروفاً، أن الوحيد الذي استطاع أن يحكم سوريا بحزم هو الرئيس حافظ الأسد. لكن غباء وعنجهية بشار، دمرت سوريا، وزيد عليها مشروع ولاية الفقيه أيضاً، والذي لا يريد خيراً لسوريا… لأنّ %80 من سكانها من أهل السنّة، وهذا يتعارض مع مشروع ولاية الفقيه.
الثورة التي اندلعت بسبب غباء وتخلف بشار نجحت، إذ بدل أن يعالج بشار المشكلة، بقي على كرسيه حتى تدمرت سوريا بالكامل، وبالأخص الجيش الذي أصبح راتب العسكري لا يتعدى الـ40 دولاراً شهرياً، فكيف يمكن لمواطن عنده عائلة أن يعيش بـ40 دولاراً.
على كل حال، الإسلام «المنفتح المتحضر» في تركيا، الذي أعاد لتركيا أمجادها، نجح في دعم أهل السنّة في سوريا، وحقق أكبر إنجاز في التاريخ بإزالة نظام ولاية الفقيه من سوريا العربية.
اليوم… تعيش سوريا نشوة الانتصار على مشروع ولاية الفقيه، وطرد إيران ومعها حزب الله من سوريا… حيث ستعود سوريا الى عروبتها وإلى الإسلام المتحضر المنفتح، لا الى التخلف والتعصب.
ويكفي أن نجري مقارنة بين «كيف يعيش المواطن في إيران في ظل الذل والفقر والعوز، في حين كان أيام الشاه يعيش في ظل ازدهار، فإيران كانت أهم دول العالم الثالث اقتصادياً وعسكرياً وصناعياً، بينما أصبح بفضل نظام ولاية الفقيه بلداً متخلفاً فقيراً لا يستطيع أن يصدّر نفطه، بسبب العقوبات الدولية. بينما هناك تطوّر ونهضة وأردوغان أعاد الى تركيا أيامها التاريخية بالرغم من الحروب. لكن الاقتصاد التركي صار اليوم مزدهراً جداً، وتركيا من أهم دول المنطقة.
يبقى السؤال الأخير وهو، متى سيضرب المفاعل النووي الإيراني؟ ومن سيضربه، وهل تكون العملية قبل تسلم الرئيس دونالد ترامب الحكم أم بعده؟؟؟