مجمل المعطيات المتصلة بالملف الرئاسي الذي يتحرك بدينامية ملحوظة منذ نحو اسبوع من دون ان يرسو على خيار حتى الساعة، تنحو في اتجاه تقليص حظوظ بعض الطامحين للجلوس الى كرسي المقام الاول في البلاد، مقابل ارتفاعها لآخرين. وغداة عدم اعلان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انسحابه من السباق الى بعبدا كما كان متوقعا اول امس واعلان استمراره حتى جلسة 9 كانون الثاني المقبل، واعلان اللقاء الديمقراطي دعمه لقائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا، وانضمام اخرين اليه، بقيت المقار السياسية والحزبية لا سيما المؤثرة عددياً في البرلمان،محطة لزيارات بعض المرشحين الطامحين.
في اليرزة
وامس استقبل قائد الجيش العماد حوزيف عون سبعة نواب هم اعضاء تكتل التوافق الوطني برئاسة النائب فيصل كرامي، ثم كلا من النائبين فريد هيكل الخازن وغسان سكاف.
في معراب
في السياق، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع في معراب، الخبير الدولي للشؤون المصرفية سمير عساف، في حضور النائب غسان حاصباني، وعضو المجلس المركزي في “القوات” حبيب حسني. وتباحث المجتمعون في التطورات المحلية والإقليمية.
فرصة استثنائية
ايضا، التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “اللقاء التشاوري النيابي المستقل” الذي ضمّ النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وألان عون وسيمون أبي رميا لحوالى الساعة”. وتحدّث النائب كنعان عقب اللقاء فقال “نلجأ الى هذه الدار، وسماحة المفتي، المرجعية الوطنية، لنستنير بحكمته في الأيام الصعبة. وبعد الحرب المدمرة التي عشناها والاعتداءات على أرضنا، والنزيف الكبير الذي استمر اكثر من ثلاثة عقود، إن مع عدم تطبيق وثيقة الوفاق الوطني، أو عدم تطبيق القرار 1701 منذ العام 2006، فهناك فرصة استثنائية للعودة الى الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وبناء مؤسسات، وعودة الجميع الى كنف الدولة، والشرعية الدستورية، واحترام الشرعية الدولية لاستعادة الثقة بلبنان، ولاستعادة الثقة العربية التي نحتاجها ضمن محطيتنا لنستمر ونعيد بناء الوطن على اسس سليمة”. وقال “الجلسة مع سماحة المفتني أعطتنا الزخم والاندفاع والايمان الأكبر بالوحدة اللبنانية والاستقرار والابتعاد عن الشعبويات والمشاريع التي تتناقض مع مشروع الدولة. وكلنا أمل، بأن اللبنانيين جميعاً، بدءاً بنا كنواب سنقوم بواجباتنا في جلسة 9 كانون الثاني لأنها فرصة استثنائية لنخرج من النفق المظلم الذي يعاني شعبنا منه”. وهل يرى كثرة المرشحين عاملاً صحياً، أجاب كنعان رداً على سؤال ” من حق كل شخص أن يترشّح أو كتلة أن ترشّح، اللهم أن نتوصّل في ضوء المعطيات الى قواسم مشتركة بحثناها مع سماحة المفتي، وهي يجب ان تتخطى الشخص الى خريطة طريق للخروج من الوضع الذي نحن فيه. فالأهم من المرشحين هي امكانية الالتقاء لتشكيل قوة لانقاذ لبنان، من أجل مشروع واضح المعالم، وهي العودة الى الدستور، وسيادة لبنان، وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني، والعودة الى الشرعية الدولية، بما تتطلب من استعادة الثقة بلبنان. وهو ما يجعلنا أكثر حكمة في عملية الانتخاب لتكون عملية انقاذية لا مسألة مغانم وتقاسم سلطة”. وعن دعم اللقاء الذي ينتمي اليه ترشيحه للرئاسة قال كنعان: اسمي طرح للرئاسة من خلال لائحة صدرت عن بكركي، وقد حصلت اتصالات ومواقف في هذا المجال. ومن الطبيعي أن اللقاء الذي انتمي اليه يدعم هذا التوجه، ولكن الأهم يبقى ان نتفق على الرؤية الانقاذية والتكاتف حول رئيس يعطي الأمل، ويقود الشعب اللبناني الى طريق الخلاص.
البزري
على الضفة ذاتها، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي النائب عبد الرحمن البزري والمحامي جوزف ابو شرف. وتم عرض للتطورات الراهنة. كان لغبطته موقف واضح وصريح من ضرورة تأمين هذا الاستحقاق في مواعيده التي تأخرت أكثر من سنتين مع الاصرار على تاريخ التاسع من كانون الثاني كموعد يجب الالتزام به.
الحزب وفرنجية
في المواقف ايضا أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، تمسك الحزب بدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، لرئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن “هذا الموقف ثابت طالما ظل فرنجية مرشحًا لهذا المنصب”.
وأضاف قماطي في حديث عبر إذاعة “سبوتنيك”، أن “حزب الله” لم يتلق أي إشعار بانسحاب فرنجية من السباق الرئاسي”، موضحا أن “موقف الحزب في دعمه لهذا الترشيح لن يتغير”.
ديكتاتورية الحلفاء
من جانبه، كتب النائب وضاح الصادق عبر حسابه على “اكس”: من حق أي نائب أو كتلة طرح مرشحها لرئاسة الجمهورية، وهو حق يكفله الدستور ولا يمكن لأحد سرقته. ومع ذلك، يبدو أن البعض لا يزال يعيش في ديكتاتورية حلفائه في محور سقط إلى الأبد.
الخروقات
في غضون ذلك، وغداة اجتماع الناقورة للجنة الاشراف على اتفاق وقف النار، استمرت الخروقات الاسرائيلية في شكل فاضح. ولليوم الثالث على التوالي تعمل الجرافات الاسرائيلية على تدمير وجرف منازل في الأحياء الداخلية في الناقورة وتفجير منازل في بلدة طير حرفا. ولا تزال آليات الجيش الاسرائيلي في أحياء بلدة بني حيان، بعد التوغل إليها أمس، وهدم عدد من المنازل، والقيام بأعمال تمشيط ورمي قنابل على المنازل. وافيد ان وحدات من اليونيفيل تقوم بالكشف على الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني في ظل تحليق للمسيرات التجسسية على علو منخفض في أجواء المنطقة.