بعبدا احتوت الصاعقة الأميركية ومشاورات تشكيل الحكومة لم تتأثّر

الشرق – تيريز القسيس صعب

على الرغم من «الصاعقة السياسية» التي احدثتها المبعوثة الاميركية إلى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس امس من قصر بعبدا بعد لقائها الرئيس جوزف عون، والتي اذهلت وفاجات الطبقة السياسية والشعبية بين مؤيد لها ومعارض لتصاريحها، الا ان ما اعلنته بعد اللقاء عن «شكرها وامتنانها لما قامت به إسرائيل من القضاء عسكريا على حزب الله، وان لا وجود للحزب في الحكومة المقبلة…»، استدعى ردا سريعا من القصر الجمهوري أوضح فيه» ان الرئاسة اللبنانية غير معنية بما صرحت به المبعوثة الاميركية.» مصادر سياسية ديبلوماسية متابعة لزيارة اورتاغوس اكدت ان الديبلوماسية الاميركية نقلت بشكل واضح موقف ادارة الرئيس دونالد ترامب تجاه السياسة الاميركية التي ستتبع في الشرق الاوسط، والتي قد تزعج شريحة كبيرة من شعوب المنطقة. وقالت المصادر اما في الشان اللبناني فقد اكدت على منحى السياسة الاميركية تجاه لبنان، وان ترامب وعد اللبنانيين خلال حملته الرئاسية انه سيسعى الى مساندة ودعم الدولة والمؤسسات للنهوض من جديد على المستويات كافة سياسيا واقتصاديا.

المسؤولة الاميركية التي لم تراع حساسية الاتصالات والمشاورات الجارية اليوم لتشكيل الحكومة اكدت على ان لبنان سيواجه صعوبات ومطبات كبيرة في حال اقدم على توزير شخصيات حزبية او مقربة من حزب الله، وان سيف العقوبات مسلط ليس على الجهات السياسية او الحزبية انما على لبنان، بمعنى آخر فان اي مساعدات لاعادة النهوض الاقتصادي او الاستثماري سيواجه بعراقيل ورفض دولي كبير. واشارت إلى أهمية ان يلتزم لبنان تطبيق القرارات الدولية ذات الشان، لاسيما القرار 1701، وان يعمل على تنفيذ كل بنود الاتفاق الأميركي الفرنسي لوقف النار في الجنوب. وحذرت من مغبة الوقوع من جديد في نزاعات عسكرية لا احد يرغب في حصولها او تشجيعها. على خط آخر، استمرت الاتصالات والمشاورات بين المراجع السياسية  للاتفاق على الاسم الشيعي الخامس لإعلان الحكومة. واعتبرت مراجع وزارة بارزة ان ما اعلنته المسؤولة الاميركية لن يدفع الرئيس المكلف نواف سلام إلى الاستقالة او التراجع عن التأليف، بل بالعكس فهو مستمر في مشاوراته واتصالاته للتوصل إلى اسم يرضي به كل الاطراف، وان ما عبرت عنه اورتاغوس يمثل رأيها وراي إدارتها ولا يفرض على المسؤولين لتشكيل الحكومة. وقالت المراجع التي رفضت تسميتها ان الأبواب لم توصد بعد، وان العمل جار على اختيار شخصية شيعية مناسبة ترضي الأطراف بالتنسيق مع الرئيس عون. فالمسالة ليست صعبة ومعقدة كما يتصورها البعض، إنما المرحلة الحالية تتطلب بعض التنازلات، وبعد النظر من كافة الأطراف دون استثناء لتتمكن من الخروج من دوامة المراوحة والمحاصصة، ويتم اعلان التشكيلة والمضي معا في مسيرة الإصلاحات والإعمار.

Tk6saab@hotmail.com