فيما يعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن «مساع جدية يجريها مع أطراف دولية بينها الولايات المتحدة للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان ويؤكد ان الساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها»، يطل البيت الابيض ببيان يصف فيه «الأنباء عن هجوم صاروخي لـ «الحزب» على إسرائيل بالـ»مقلقة للغاية»، معتبرا ان على الرئيس الإيراني مسؤولية الضغط على حسن نصرالله لوقف إطلاق الصواريخ.
وبين الاعلان والبيان نفير اسرائيلي اطلقه قائد القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيلي عن دخول مرحلة جديدة «يتعين أن نكون معها على أهبة الاستعداد للمناورة والقتال».
مشهد يجمع كل التناقضات. الرئيس بري يسعى مع الولايات المتحدة التي تسعى مع ايران الساعية مع الحزب لوقف هجماته على اسرائيل، في حين يدرك العالم بأسره انه يكفي لتجنيب لبنان الحرب الشاملة اعلان فصله عن حرب غزة بعدما ربطه بها عضوياً حزب الله من خلال جبهة المساندة، بما جرّت اليه لبنان من ويلات لم يجد من يسانده لتجنبها.
مبادرة اميركية
وفي السياق نقل «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين ومسؤول إسرائيلي: ان إدارة بايدن تعمل على مبادرة دبلوماسية جديدة لوقف القتال في لبنان وتعدّ خطة لوقف نار مؤقت بين إسرائيل وحزب الله وقد تعلنها اليوم.
ولفت الموقع الى ان أميركا ناقشت على مدار يومين خطة التهدئة في لبنان مع دول عربية وفرنسا وإسرائيل.
وأشار الى ان نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمناقشة مبادرة التهدئة مع حزب الله لافتا الى ان رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السّنوار قد يقبل بوقف للنار إذا تمت التهدئة مع الحزب.
ونقلت رويترز عن مسؤول لبناني ان حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن لبنان وغزة.
ونقلت عن مصادر مطلعة ان الاتفاق الذي تسعى اليه واشنطن قد يشمل إطلاق سراح رهائن من غزة.
الى هذا، أعلن الإليزيه عن لقاء بين ماكرون وبايدن اليوم بشأن الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وأفادت مصادر لسكاي نيوز عربية أن مبادرة رئيس مجلس النواب نبييه بري تتضمن العمل على خفض التصعيد، لافتة إلى أن ورقة خفض التصعيد في لبنان تنص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع.
وأضافت: «هوكستين سيجري مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل بين لبنان وإسرائيل».
في المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون لرويترز أن واشنطن وباريس تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار ولا تقدم ملموسا حتى الآن.
ووفق مصادر رويترز، دول أوروبية تشارك في صياغة مقترح التهدئة بلبنان وغزة وتتواصل مع إيران.
ميقاتي – هوكشتاين
وامس باشر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية في نيويورك خلال الجمعية العمومية للامم المتحدة، وقبيل اجتماع مجلس الامن الدولي والمخصص للبحث في الوضع في لبنان. وقد استقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الرئيس ميقاتي.
وشكر رئيس الحكومة للرئيس ماكرون دعم فرنسا المستمر للبنان وللجهود التي تبدلها لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والتوصل الى حل شامل للوضع في المنطقة.
وعقد رئيس الحكومة اجتماعا مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب والموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين .
وتم البحث في المساعي الجارية لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان والتوصل الى حل ينهي الصراع المستمر منذ السابع من تشرين الاول الفائت.
وكان رئيس الحكومة اجتمع صباحا مع الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين وجرى البحث في المساعي الجارية لحل الصراع في غزة ووقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.
كما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، مشيداً بجهود العراق في الدعوة لعقد قمة عربية وإسلامية من أجل وقف العدوان الاسرائيلي عن لبنان وأهله، ومنع انتشار الصراع في المنطقة.
وأكد السوداني «استعداد العراق لدعم لبنان في مختلف الاتجاهات لتجاوز هذه الأزمة، من خلال المسار السياسي أو الجانب الإنساني، وأن العراق دعا لقمة عربية وإسلامية لحل هذه الأزمة واتخاذ مواقف قوية إزاء العدوان، مع فشل المنظومة الدولية في الدفاع عن حقوق الإنسان في لبنان وفلسطين وحماية أرواح شعبيهما»، مشيراً «إلى أن الحكومة العراقية لن تتأخر في توفير كل الإمكانيات المطلوبة لدعم الأشقاء في لبنان»
جبيل وكسروان
وفيما الاتصالات لوقف الجنون الاسرائيلي على قدم وساق بين بيروت ونيويورك ودول العالم المهتمة، ترفع اسرائيل وتيرة استهدافاتها وتستدعي عشرة الاف جندي من الاحتياط، في مؤشر خطير، وتكثف غاراتها متسببة باستشهاد العشرات من اللبنانيين يومياً وهي توغلت في العمق امس باستهداف فتوح كسروان بصاروخين على بلدة المعيصرة للمرة الأولى راس اسطا في قضاء جبيل.
البابا يندد
المشهد اللبناني اعتبره البابا فرنسيس غير مقبول وندد بـ» التصعيد المروّع» في لبنان. كما دعا المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود من أجل وضع حد له، في ظل تصاعد القصف بين إسرائيل وحزب الله.وقال الحبر الأعظم: «تحزنني الأنباء من لبنان حيث تسببت ضربات مكثّفة خلال الأيام الماضية بمقتل العديد من الضحايا والدمار، وأتمنى أن يبذل المجتمع الدولي كل الجهود الممكنة لوضع حد لهذا التصعيد المروّع. هذا أمر غير مقبول».
خيبة أمل
من جهته، عبّر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن خيبة أمله إزاء تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة المتصاعدة بين لبنان وإسرائيل، لكنه قال إنه يأمل في أن تتمكن واشنطن من التدخل للمساعدة.