كتب عوني الكعكي:
باتت الانتخابات الأميركية على صفِيح ساخن بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، والتي أشعلت الأجواء، ورفعت مستوى القلق من تداعيات هذا الحادث.
ووصف أنصار ترامب مرشحهم بأنه بطل، مستغّلين صورته، وأذنه الملطخة بالدماء وقبضته المرفوعة.
وعلى ما يبدو فإنّ أنصار ترامب تحوّلوا نحو الهجوم على منافسه الديموقراطي الرئيس الحالي جو بايدن، قائلين: “إن شيطنة المرشح الرئاسي الجمهوري هي التي أدّت الى محاولة الاغتيال”.
في خضم هذا التوتر والقلق، أشير الى أنّ الاميركيين كغيرهم من شعوب الأنظمة الديموقراطية يميلون الى التغيير، فهم لا يحبّذون الثبات حول رئيس معيّـن، أو حزب بعينه، إنما يفضّلون تغيير الرؤساء وتبديل الأحزاب، فلربما تحسنت الأحوال.
الرئيس جو بايدن، وبعد المناظرة التلفزيونية أمام ترامب، خسر رهان الجولة الأولى… فقد ظهر ضعيفاً، غير مقنع، متردداً شديد النسيان، ما أضعف آماله بالفوز، حتى ان الكثيرين من مسؤولي الحزب الديموقراطي طالبوا بتقديم مرشح غيره لمنافسة ترامب الذي ارتفعت حظوظه بالفوز بعد محاولة الاغتيال الى ما يقارب الـ %69، مع الاشارة الى ان استطلاعات الرأي العام تتبدّل وتتغيّر، وتتغيّر النسبة بسرعة وسهولة حتى قبيل الانتخابات تبعاً للأحداث والظروف الطارئة.
ومما زاد من حظوظ ترامب بالفوز، إسقاط جميع القضايا التي كان يحاكم بشأنها… ما أعطاه دفعاً ايجابياً قوياً أيضاً.
اما تحرّك بايدن السريع بعد محاولة الاغتيال لنزع فتيل التوتر، إذ ندّد بالهجوم ووصفه بأنه عنف سياسي غير مقبول، وسحبه الاعلانات الانتخابية التي تهاجم ترامب، فلم تجد ما يوازيها من تقدير جماهيري.. بل ظلّ استنكار محاولة الاغتيال هو سيّد الموقف، وصار التخوّف من عنف أكبر، هو الهاجس الذي يقلق الاميركيين.
ويرى مراقبون، ان ترامب استفاد في بعض استطلاعات الرأي من أداء بايدن في المناظرة الشهر الماضي، كما استفاد من محاولة الاغتيال الأخيرة.
دونالد ترامب تلقّف ترشيح الحزب الجمهوري له ووعد بالاستمرار في حملته الانتخابية “دون خوف”، وحثّ الاميركيين على التوحّد وإظهار شخصيتهم الحقيقية وعدم ترك الشر ينتصر.
اما الرئيس الاميركي جو بايدن، فأعلن استمراره في ترشحه وهاجم العنف قائلاً: “لا يوجد مكان لهذا النوع من العنف في أميركا، وعلينا أن نتحد كأمة واحدة لإزالته”.
إلى ذلك، نجح ترامب في اختيار السيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو جي دي فانس نائباً له في حملته الانتخابية.
ويتساءل المراقبون أمام ما ذكرت… من استفاد أكثر من عملية الاغتيال: ترامب أم بايدن؟
أولاً: محاولة الاغتيال فتحت أعين القيادات الاميركية على مخاطر انزلاق الولايات المتحدة الى حرب أهلية.
ثانياً: ترامب استفاد من عملية الاغتيال بالتأكيد، ولكن تظلّ السمة الرئيسية للانتخابات في الولايات المتحدة انها محصورة في إطار الترويج الدعائي للمرشح والهجوم على شخص المنافس.
ثالثاً: تعتمد الانتخابات الاميركية على “الصورة واللقطة” الى أبعد الحدود، وقدرة المرشح على إثبات قوة شخصيته.
رابعاً: الناخب الاميركي ليس مستعداً لقراءة برنامج المرشح الانتخابي، ما يهمه كلام المرشح والثقة التي يتحدث بها.
خامساً: يبدو ان المقارنة بين ترامب وبايدن ليست في صالح الرئيس الحالي جو بايدن… ولكن تبقى المسافة الزمنية كفيلة بتغيّر المواقف، وصولاً الى أيلول زمن المناظرة الثانية.