في الاتجاه الفرنسي مجددا عادت انظار اللبنانيين القلقين على المصير والخائفين من حرب اسرائيلية ستجر الويلات عليهم وعلى ما تبقى من الوطن المنهار، ليس لكون فرنسا ستنقذهم من جهنم ستُفتح عليهم ، فهي حتى الساعة تكتفي بالمواقف وتقديم النصح والتحذيرات، انما لأنها ستجمع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين مع مسؤولين فرنسيين لبحث نزع فتيل التصعيد على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية ، ولواشنطن مصلحة قوية في ذلك، على عتبة انتخاباتها الرئاسية وتفرغ الادارة لمعركة قاسية وقد بدأت منذ المناظرة الشهيرة تلملم خيباتها وتبحث عما قد يعوض خسارتها.
اما الرئاسة ومبادراتها الداخلية والخارجية فغائبة عن شاشة المتابعات والاهتمامات وقد باتت مرتبطة عضويا بالتسوية الكبرى في المنطقة والافراج عنها، إن حصل، يشكل ربما مؤشرا الى انطلاقها
ميقاتي للـ1701
ليس بعيدا، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان “خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي لا سيما القرار 1701″، مشيرا الى ان “الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وما يشهده من قتل مُتعمّد لأهله وتدمير للبلدات وإحراق للمزروعات هو عدوان إرهابي”. كلام ميقاتي جاء خلال مشاركته في فعالية “لبنان الدور والموقع بين الانتهاكات الاسرائيلية والمواثيق الدولية التي اقيمت قبل ظهر اليوم في فندق موفنبيك.
جحيم للصهاينة
وسط هذه الاجواء، أفادت وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء، بأن المشرف على وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري، قال في تصريح “إن لبنان سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للصهاينة. في لبنان، لعبت المقاومة، باعتبارها فاعلاً مؤثراً في المجال العملياتي والميداني والدبلوماسي، دوراً خلق الردع اللازم”. وأضاف باقري “إن زيارة ملك السعودية إلى إيران مدرجة على جدول أعمالنا وعلى جدول أعمال السعوديين. ويجب تشكيل حكومة جديدة لمواصلة النقاش”. وتابع: “إن عناصر القوة والقدرة في الجمهورية الإسلامية من النّوع الذي لا يمكن أن يؤثر فيه قدوم وذهاب أي شخص في البلاد على سياساتنا الإستراتيجية”.
لتحرير القرار
على الضفة المقابلة، التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل السفير الاسترالي اندرو بارنز -Andrew Barnes وجرى عرض للتطورات لا سيما في جنوب لبنان. رئيس الكتائب أكد في خلال اللقاء على أن لبنان لا يمكن أن يستعيد دوره إلا بتحرير قراره من قبضة حزب الله الذي يمسك بمفاصل المؤسسات ويقرّر الحرب والسلم ويسدّ الطريق على انتخاب رئيس للجمهورية لفرض مرشحه ويرفض الذهاب إلى خيار ثالث يكون قادراً على التحاور مع الجميع وإنقاذ لبنان. وأعاد رئيس الكتائب التأكيد على رفضه أن يكون رهينة أو طرفاً في محور وأن يجر إلى حروب تخدم أجندات خارجية وأطماع إقليمية وهو يمر في أكبر أزمة في تاريخه، موضحاً لزائره أن أي حرب شاملة ستقضي على أي أمل للبنان بالنهوض القريب.
المقاومة تدافع عن الكل
من جهة ثانية، وعلى خط رأب الصدع بين بكركي والمجلس الشيعي الاعلى، استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب صباحا في مقر المجلس المطران بولس مطر والوزير السابق الشيخ وديع الخازن موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. ورحّب الخطيب بالوفد في بيت اللبنانيين الذي أطلق مؤسسه الإمام السيد موسى الصدر مقولته التي أصبحت مقدمة للدستور اللبناني “لبنان وطن نهائي لجميع بنيه”، ونحن في المجلس نعتبر ان اللبنانيين أخوة وشركاء في الوطن، والمسلم مسؤول عن حفظ أخيه المسيحي كما المسيحي مسؤول عن حفظ أخيه المسلم، و التمايز المذهبي للمواطنين لا يعطي تمايزاً في الحقوق والواجبات، والتعصّب والتطرف لا يبني وطناً.
وأكّد أن المقاومة تدافع عن اللبنانيين وتحمي سيادة لبنان التي لا تتجزأ، وهي نشأت كردة فعل على الاحتلال وتخلي الدولة عن مسؤولياتها في الدفاع عن الجنوب، والمقاومة اليوم تدافع عن كرامة كل اللبنانيين، ودماء شهدائها حفظت لبنان وحررت أرضه وردعت العدوان عن شعبه.
الحوار الاساس
وبعد اللقاء قال المطران مطر: كان لقاءً أخوياً وجيداً جداً، تحدّثنا فيه عن القيم الجامعة بين اللبنانيين وبين أهل الأديان، وواجبنا أن ندخل في حوار صريح من أجل لبنان ومن أجل المنطقة بأسرها لأن لبنان له رسالة خاصة في هذا المجال، نحن وأنتم أيها الاخوان لنا علاقات تضرب عميقاً في التاريخ وفي الجغرافيا في لبنان، وهذه ثوابت ستبقى، والعلاقة بيننا هي علاقة مستمرة وقوية كما أكد سماحته هذا الصباح، نحن نعمل من أجل لبنان ومن أجل رسالته ومن أجل الحوار الإسلامي المسيحي الذي هو أساس هذا الوطن، الكرسي الرسولي لروما يطلب منا دائماً أن نندرج في العالم العربي وهذا تاريخنا، نحن نندرج في هذا العالم بثقافتنا وبمحبتنا وبانفتاحنا على اخوتنا واخوتنا ينفتحون علينا، ولنا مكانة في قلوبهم جميعاً مما يجعلنا نثق بمستقبلنا وأن يكون المستقبل من صنع أيدينا ومن صنع قلوبنا، نشكر الله على كل ما قيل هذا الصباح بيننا وبين سماحته بالنسبة للمستقبل وبالنسبة للوضع الحاضر وبالنسبة للأخوّة التي تجمعنا، الأخوّة في الإنسانية كما قال البابا والأخوّة في الوطنية أيضاً وفي التاريخ والمستقبل”.
لقاء قريب؟
وفي حين افيد عن التحضير للقاء يجمع قريبا البطريرك الراعي بالشيخ الخطيب، افادت مصادر مشاركة في اللقاء “المركزية” أنه أرسى لتفاهمات كانت موجودة اساسا وما جرى لا يعدو كونه غيمة صيف عبرت. اما اللقاء بين البطريرك والشيخ الخطيب فوارد، لكن لا موعد محدد حتى الساعة.