نصف فتحة، فتح المبعوث الاميركي الرئاسي اموس هوكشتاين باب الأمل اللبناني بإمكان عدم اندلاع حرب واسعة مُدَمرة ترسم نهاية البلد القابع تحت وطأة اعتى الازمات وأشدها على الاطلاق سياسيا واجتماعيا وامنيا واقتصادياً. موفد بايدن القادم من اوروبا بعث اشارات مطمئنة الى امكان الوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة وانعكاسه إيجابا على لبنان. وفيما اعتبر ان القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب، لاقاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في تأكيد موقف لبنان الواضح بالتقيد الحرفي بمضامين القرار 1701 و تنفيذ كامل بنوده و مندرجاته من قبل الجميع، لأنه المدخل إلى أي حل.
وفي موازاة محاولات الفرصة الاخيرة لوقف التصعيد ولجم الاندفاع نحو الحرب على مستوى المنطقة، برزت محاولة داخلية حزبية من امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان لـوقف حرب من نوع آخر و «اصلاح ذات البين» بين قيادة التيار ونوابه المفصولين او المستقيلين، او من هم على سكة الفصل، هي ايضا فرصة أخيرة، الا انها تبدو ولدت ميتة في مهدها ، اذ سرعان ما عاجلها التيار ببيان هاجم فيه «شيخ الصلح» شكلا ومضموناً.
نفحة ايجابية: تصدرت زيارة هوكشتاين لبيروت وجولته على المسؤولين الحركة المحلية وقد بدت في محصلتها تحمل نفحة ايجابية لافتة وبدا كلامه متفائلا تجاه نجاح وقف إطلاق النار وهو ما سينسحب وقفاً لإطلاق النار في جنوب لبنان وإطلاقاً لمفاوضات جدية للمرحلة المقبلة. كما علمت «المركزية» ان لقاءه مع قائد الجيش لم يتطرق الى اي ملف سياسي وتناول حاجات الجيش في هذه المرحلة حصرا. واكد هوكشتاين الآتي من تل ابيب، خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين ان «الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا الوصول اليه، لأننا نعتقد ونؤمن ان لا أحد يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل»، مؤكدا «الحاجة الى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة». وأمل هوكشتاين «في التوصل الى وقف اطلاق النار في غزة مما سيساهم في وقف وتيرة التصعيد في الجنوب»، معتبراً «ان القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب».
غارة: ميدانيا، اغار الطيران الاسرائيلي المُسَيَر على سيارة قرب مفترق بلدة العباسية مدخل صور وافيد عن سقوط عدد كبير من الجرحى. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في حصيلة أولية ان الغارة أدت الى «اصابة عشرة أشخاص بجروح من بينهم ثلاثة إصاباتهم حرجة. وتم توزيعهم على مستشفيات المنطقة لتلقي العلاجات السريعة». وتعرضت أطراف بلدة راشيا الفخار لقصف مدفعي إسرائيلي، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية إستهدفت بلدة عيتا الشعب. وقد اعلن الجيش الإسرائيلي ان سلاح الجو ضرب بنى تحتية لحزب الله في عيتا الشعب.
حزب الله
في المقابل، اعلن حزب الله انه و»رداً على الاعتداء والاغتيال الذي قام به العدو الإسرائيلي في بلدة برعشيت، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي كتائبي تشغله حاليًا قوات من لواء غولاني) بصليات من صواريخ الكاتيوشا. كما استهدف «التجهيزات التجسسية في موقع المطلة ودمرها»، واستهدف أيضاً «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في حرش شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة». واعلن انه هاجم بأسراب من المسيرات الانقضاضية تجمعا مستحدثا لجنود العدو في شمال أبيريم وأصابت أهدافها بدقة».
رحلات
في المقابل، وعشية محادثات التهدئة بين حماس وتل ابيب المرتقبة اليوم في الدوحة، افيد ان شركتي اير فرانس وترانسافيا تعتزمان استئناف رحلاتهما إلى بيروت الخميس بعد تعليقها منذ 29 تموز بسبب الوضع الجيوسياسي في لبنان، حسبما نقلت «فرانس برس» عن متحدث باسم شركتي الطيران امس الأربعاء. وجاء في بيان صحافي لشركة اير فرانس: «في هذه المرحلة ورهنا بتطورات الوضع الأمني في الوجهة النهائية، تعتزم الشركة استئناف رحلاتها بين باريس شارل ديغول وبيروت المعلقة منذ 29 تموز 2024 اعتبارا من الخميس 15 آب 2024». وأكد متحدث لوكالة» فرانس برس»، إن «القرار ينطبق أيضا على ترانسافيا فرنسا».
مجلس الوزراء
في الاثناء، أكد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان مجلس الوزراء اكد تكليف وزير المهجرين متابعة موضوع اعادة النازحين السوريين في الشق المتعلق بالعودة الطوعية. وأشار الى ان موضوع الكهرباء تتم معالجته، عبر شراء جزء من الفيول المطلوب من السوق اللبناني والأموال مؤمنة من شركة كهرباء لبنان، لافتا الى ان بنود التعيينات سُحِبت قبل صدور بيان «التيار الوطني الحر» الذي حذر فيه من تمرير تعيينات لحكومة غير شرعية في ظل غياب رئيس الجمهورية. من جهته، أكد وزير الصناعة جورج بوشكيان ان سحب البندين المتعلقين بوزارة الصناعة ووزارة الشؤون الاجتماعية تم نظرا للتناقض الحاصل في المواقف من الأمس الى اليوم، خصوصا في هذا الظرف الاستثنائي الذي نمر فيه.