بقلم د. طلال حاطوم
«الفصام (Schizophrenia) هو مرض عقلي خطير يؤثر في طريقة تفكير الأشخاص وشعورهم وتصرفاتهم. ويمكن أن يؤدي إلى مزيج من الهلوسة والتوهم والتفكير والسلوك غير المنظم. وتشمل التوهمات الإيمان بشكل يقيني بأشياء غير صحيحة. وقد يبدو أن المصابين بالفصام يفقدون الاتصال بالواقع، ما قد يجعل الحياة اليومية صعبة للغاية عليهم.»
وبعد، يبدو ان «الوطن» مصاب بانفصام الشخصية بشكل حاد دون قدرة على العلاج في وقت قريب، والعوارض كثيرة، منها:
1 ـ اجزاء من الوطن تتعرض لاعتداءات وابادة ومجازر، واجزاء اخرى تتوهم ان ما يحدث هو في بلاد الواقواق.
2 ـ شهداء يرتقون في مناطق لبنانية، واحياء لا يزالون يذهبون الى اماكن اللهو والترفيه والسهر.
3 ـ عدو يحاول القيام بعملية اجتياح برية لجزء من الوطن، والبعض بين مرحب ومؤيد ومحايد.
4 ـ لبنانيون ينزحون من مناطق القتال مرغمين، وهم اعزاء في قراهم، وشركاء في الوطن اما يرفضون استقبالهم، واما يستغلون الظرف بابتزازهم بطلب بدلات مالية خيالية لقاء «الاستضافة».
5 ـ محتكرون يتمنون ان تطول فترة الحرب ليحققوا المزيد من الثروات، ولو على حساب الام اهلهم وبني جلدتهم ودمار «وطنهم».
6 ـ الاخطر في العوارض ان البعض يعتبر العدو صديقاً، والصديق عدواً، وهي حالة يتسبب بها نقص في فيتامين الولاء للوطن.
7 ـ بعض ينتظر جلاء غبار المعارك ليتوهم نصراً على شركائه.
8 ـ حتى الموت لم تعد له حرمة، بل لم يعد حالة انسانية، فترى البعض يرسم ابتسامة صفراء حتى الشماتة حين يتحدث عن الشهداء.
9 ـ اختلاف فهم المصطلحات والمعاني المرتبطة بها وطنياً، وكأن البعض يخشى تسمية العدو والعدوان وارتكاب المجازر وصفات الشهادة..
10 ـ جزء عزيز من الوطن، ومن كل الوان طيفه، يتحول الى ارض محروقة وركام دمار، وجزء يبحث عن جنس الملائكة في البيزنطية..
11 ـ حتى السلطة تتوهم انه بالبيانات والعواطف يمكن ان تنقذ جريحاً او تؤمن مأوى لنازح اوتفرض منع الاحتكار.
كثبرة هي عوارض وحالات الانفصام الوطني، وللاسف، يبدو علاجها بغير موافقة المريض، الفاقد الاتصال بالواقع، والذي يتوهم انه «لن يؤكل يوم يؤكل الثور الابيض» ضرباً من المستحيل.
بس هيك.
د. طلال حاطوم