يوسف فارس
تجلى الاستعجال الفرنسي لحسم الملف الرئاسي محليا في مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمزامنة الاتفاق على وقف النار بايفاد الوسيط جان ايف لودريان الى لبنان من جهة وبدعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل من جهة ثانية . وبحسب المعلومات فإن المبادرة الفرنسية منسقة بالكامل مع الاميركيين حيث ان واشنطن وباريس اجمعتا على جهد مشترك فصله الأول اتفاق وقف اطلاق النار، وفصله الثاني حسم الملف الرئاسي في لبنان على وجه السرعة ، وان ايفاد لودريان تم تنسيقه مع المراجع اللبنانية وكذلك مع سفراء اللجنة الخماسية الذين التقاهم الموفد الفرنسي في مستهل حركة مكوكية له على الأطراف لبناء توافق على ما يسمى الخيار الرئاسي التوافقي الذي دعا اليه بدوره الرئيس بري. وبحسب المعلومات الفرنسية ان زيارة لودريان الى بيروت الاخيرة مختلفة بشكل جذري عن سابقاتها، خصوصا ان الظروف في لبنان راهنا تختلف كليا عما كانت عليه، فضلا عن ان الأرضية اللبنانية باتت حاليا مهيأة اكثر للتعجيل في انتخاب رئيس للبلاد. وعكست المعلومات تفاؤلا يسود الإدارة الفرنسية حيال امكان نجاح لودريان في مهمته. وقالت ان توجيهات الرئيس ماكرون تشدد على بذل اقصى جهد ممكن لانهاء ازمة الرئاسة اللبنانية مع مطلع السنة الجديدة .
النائب التغييري ملحم خلف يقول لـ”المركزية”: لاشك في ان التسوية التي تم التوصل اليها لوقف الاعمال القتالية او ما يعرف باطلاق النار قد لحظت أيضا ملء الشغور في الملف الرئاسي. الامر الذي تبلغه رئيس المجلس النيابي نبيه بري من الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين بدليل تزامن اعلان التسوية مع تحديد موعد جلسة الانتخاب وحضور لودريان الى لبنان . يبدو ان الاميركيين أعطوا الفرنسيين الذين كانوا على تواصل معهم على خط التسوية ما بين لبنان واسرائيل هذا الهامش من التحرك لاستكمال مسعاهم الرئاسي . الغريب ان العالم اجمع يعلم بأمورنا اكثر منا نحنا النواب الذين يجهلون حقيقة وتفاصيل الاتفاق او التسوية التي تمت لوقف الاعمال القتالية كونها لم تعرض علينا حتى لمجرد الاضطلاع ان لم تكن تستوجب مناقشتها والتصويت عليها برغم ما قيل انها تقتصر على الية تطبيق القرار 1701.
ويتابع: المستجدات السورية العسكرية تحمل دلالات خطيرة جدا لانها انعكاس للأوضاع العالمية المأزومة، بدءا مما يجري بين إسرائيل وايران وامتدادا لما بين روسيا واميركا والصين . كل ذلك يؤشر لمرحلة من عدم الاستقرار العالمي ، يفترض بنا وعي هذه المخاطر جيدا وتجنيب لبنان رياحها التي ستهب من كل صوب.
“ان جلسة التاسع من كانون الثاني لانتخاب الرئيس جدية باعتبارها من ضمن التسوية ، ونامل ان تسفر عن انتخاب الرئيس العتيد للبلاد”، يختم خلف.