عقدت الهيئات الاقتصادية اللبنانية اجتماعاً مع رئيس شركة رودولف سعادة امس في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، بحضور أعضاء الهيئات الإقتصادية ومجموعة من كبار رجال الأعمال اللبنانيين، وتركز البحث خلال اللقاء على آفاق الإستثمار في لبنان.
بداية تحدث الامين العام للهيئات الإقتصادية نقولا شماس فرحب برودولف سعادة وبالحضور، معتذراً عن عدم حضور رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق محمد شقير لأسباب طارئة.
ثم القى كلمة شقير، وجاء فيها: “للمرة الثانية نتشرف بإستقبالكم في غرفة بيروت وجبل لبنان “بيت الاقتصاد اللبناني”، الذي يرحب بكم بشكلٍ دائمٍ ضيفاً وأخاً عزيزاً، مع تقديرنا ومحبتنا الصادقة لشخصكم الكريم.
حقيقةً، أن هناك قواسم كثيرة تجمعنا نحن وأنت، أهمها حبنا للبنان وإيماننا به.
ونحن في هذا الإطار، نعرب لكم عن تقديرنا الكبير لما تقومون به في لبنان خصوصاً استمراركم بالاستثمار في ظل ظروف صعبة يمر بها البلد وخصوصاً الحرب في الجنوب”.
اضاف: “أنت تعلم جيداً الأوضاع المأسوية التي مر بها البلد طوال نحو 5 سنوات، منذ بداية الأزمة الإقتصادية والمالية، لكننا نحن جميعنا الجالسين على الطاولة هنا، وكهيئات إقتصادية ممثلة للقطاع الخاص اللبناني، كنا على الدوام مؤمنين بلبنان واستمرَرنا بالإستثمار فيه وبتكبير أعمالنا”.
وقال: “لقد استطاع القطاع الخاص الصمود خلال الفترة الصعبة، ولولا هذا الصمود وهذه القدرة على مواجهة التحديات الكبيرة، لكان وضع لبنان أصعب بكثير”، مشيرا الى اننا “نحن اليوم أمام مرحلة جديدة، ممكن وصفها ببداية التعافي، وهي بدأت في العام 2023، وكانت ذروتها في صيف العام 2023، وقد تمكنت الدولة من خلال ما تجبيه من ضرائب ورسوم من القطاع الخاص من مضاعفة موازنتها العامة 7 مرات بين العام 2023 والعام 2024، وكذلك فإن هذا الواقع وَفَّرَ الإمكانات لتحسين الأجور في القطاعين العام والخاص وبالتالي تدعيم الوضع الإجتماعي”.
وتابع: “صحيح ان البلد خطا خطوات هامة الى الأمام، إلا أنه لا يزال يتطلب الكثير، وأولها إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، لبدء مسيرة تعافي ونهوض فعلية ومستدامة”.
وخنم مؤكدا: “لن نيأس وسنستمر بالضغط على القوى السياسية من أجل إقرار الإصلاحات الشاملة ووضع خطة للتعافي الإقتصادي والمالي والإجتماعي وإعادة هيكلة المصارف”.
ثم تحدث سعادة فأعرب عن سروره بوجوده بين الهيئات الاقتصادية مؤكداً “اهتمامه بالتعاون مع الهيئات والتشاور معها”.
وتحدث سعادة عن مناخ الاستثمار في لبنان، فقال: “على الرغم من أننا مهتمون بالاستثمار في لبنان ونقوم ببعض الاستثمارات في مجالات مختلفة، إلا أننا نرى ضرورة استقرار واستبباب الوضع السياسي في لبنان بانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة وتنفيذ الاصلاحات وهذا أمر مهم جداً من أجل جذب المستثمرين الأجانب”.
وأكد سعادة “اهتمامه بالاستثمار في لبنان انطلاقاً من عدة معطيات من أبرزها حبه للبلد وإيمانه بالطاقات اللبنانية وللمساهمة في تحريك الاقتصاد واستعادة لبنان لدوره في المنطقة”.
وقال: “إن وجود CMACGM في لبنان وعملها في المرافئ اللبنانية أعطى زخماً قوياً للنقل البحري ونحن سنستمر في الجهود التطويرية على أكثر من مستوى وخصوصا في إعادة إعمار مرفأ بيروت وكذلك تفعيل مرفأ طرابلس إضافةً إلى الإستثمارات اللوجستية المتعلقة بالشحن البحري”.
اضاف: “هناك الكثير من التغيرات الاقليمية والدولية وهي أمور حالياً ضاغطة على الاقتصاد العالمي وخصوصاً على موضوع الشحن البحري، داعياً إلى ضرورة تنبه المسؤولين اللبنانيين إلى كل هذه المحاذير”، مؤكداً في الوقت نفسه “استعداد مجموعة CMACGM الاستثمار في مختلف القطاعات التي نعتبرها واعدة”.
ثم دار حوار مطول بين سعادة والحضور تناول إستثمارات CMA CGM في لبنان وآفاق الإستثمار في مختلف القطاعات الإقتصادية، فضلاً عن إنعكاس النزاعات الإقليمية والدولية على مناخ الإستثمار العالمي بشكل عام وعلى لبنان بشكل خاص.