الهدنة تدخل حيز التنفيذ… النازحون يعودون


الجيش ينتشر جنوب الليطاني وإسرائيل تخرق

وفق المقترح الأميركي، وبتعديلات راعت مطالب الجانبين، أبصر اتفاق هدنة الستين يوما بين اسرائيل وحزب الله النور، وحققت إدارة الرئيس جو بايدن إنجازاً، ولو جزئياً، قبل مغادرته البيت الابيض في كانون الثاني المقبل وتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة.
واذا كانت احتفالات النصر التي اقامها مناصرو الحزب وفرحة اهالي الضاحية والجنوب بالعودة الى قراهم ومنازلهم طبيعية استنادا الى مفهومهم للنصر، فإن غير الطبيعي هو كمّ الرصاص الابتهاجي الذي اطلق ابان العودة واصاب بعضه شبانا نقلوا الى المستشفيات، في ظل تساؤلات عن كلفة ما يناهز 4000 الاف قتيل و16 الف جريح والاف المنازل المهدمة والاقتصاد المدمر ، وما اذا كانت شروط اتفاق الهدنة تستأهل الاحتفال ام مراجعة الحسابات. وما كلمتا الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بما تضمنتا من اشارات بالغة الدلالات الا عبرة للاعتبار منها.
زحمة
مع دخول قرار وقف النار حيز التنفيذ عند الرابعة فجرا، ازدحمت الساحة المحلية بالمواقف السياسية والخارجية المرحّبة، ومثلها الطرقات التي ازدحمت بسيارات العائدين الى ديارهم او الى ما بقي من منازلهم، كما سماءُ الضاحية الجنوبية بالرصاص ابتهاجا “بالنصر”، في وقت اجتمعت الحكومة لـ”تصادق” مجتمعة على قرار وقف النار.
مجلس الوزراء: في السياق، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، أن “اليوم نبدأ مرحلة تعزيز حضور الجيش في الجنوب، اليوم نبدأ مسيرة إعادة إعمار ما تهدم”، مشيراً إلى أن “الحكومة ملتزمة بتحقيق الاستقرار على الخط الأزرق”. وتابع “اليوم نعيش لحظات استثنائية، والمسؤولية كبرى علينا جميعا، وعلى الجميع التكاتف للإصلاح وبناء الدولة وإعادة ثقة العالم بنا”.
تعزيز الانتشار
وكان ميقاتي استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السراي واطلع منه على الوضع الامني وخطة تعزيز انتشار الجيش في الجنوب.
انتشار الجيش
اما الميدان فاختلف المشهد فيه امس ، وفي اعقاب جلسة مجلس الوزراء اعلنت قيادة الجيش ان ” الجيش باشر تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك استنادًا إلى “التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة، ولا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني”.في هذا السياق، تُجري الوحدات العسكرية المعنيّة عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني، حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها.
…والعودة
ومع غياب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي وانذاراته التي ملأت الساحة لا سيما اول امس، عاد النازحون الى الضاحية الجنوبية التي شهدت اطلاقا كثيفا للنار ابتهاجا بالعودة، والى البقاع لتفقد منازلهم وارزاقهم، وسط تحذيرات وجهها الجيش اللبناني لتفادي الاجسام الغريبة غير المنفجرة. ايضا دعت قيادة الجيش “المواطنين العائدين إلى القرى والبلدات الحدودية في الجنوب، بخاصة في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، إلى التجاوب مع توجيهات الوحدات العسكرية وعدم الاقتراب من المناطق التي توجد فيها قوات العدو الإسرائيلي، حفاظًا على سلامتهم، لا سيما وأنهم قد يتعرضون لإطلاق نار من القوات المعادية”. وقطع الجيش الطرقات نحو القرى التي لا يزال الاسرائيلي موجودا فيها حماية لاهلها.
وافيد بعد الظهر ان القوات الاسرائيلية في بلدة الخيام اطلقت النار على مجموعة من الصحافيين خلال تغطيتهم عودة الأهالي والانسحاب الاسرائيلي من البلدة، مما ادى الى اصابة اثنين بجروح مختلفة، نقلوا إلى مستشفى حاصبيا لتلقي العلاج. وكان اهالي الخيام عادوا إلى منطقتهم، ليجدوا دبابة اسرائيلية ما زالت متمركزة على بعد أمتار فقط منهم. وأقدم الجيش الإسرائيلي على إطلاق رشقات رشاشة باتجاه بعض الأهالي الذين قدموا لتفقد منازلهم. كما عبرت ثلاث دبابات ميركافا بوابة فاطمة عند الجدار الفاصل في بلدة كفركلا متجهة نحو منطقة تل النحاس.

التعليقات (0)
إضافة تعليق